سارة مطر : رغد صدام حسين .. هدوء الثلج
في المقابلة التي أجريت مع ابنة الرئيس الأسبق صدام حسين، السيدة رغد صدام، تحدثت بهدوء شديد، إذ يبدو أنها اعتادت على هذا الهدوء، حتى إن انفعالاتها بدت كالثلج، هي لا تريد أن تحكم العراق، لكنها ضد ما يحدث في وطنها.
لقاء رغد لن يتغير البتة اليوم أو بعد غد، فهي تدرك تماماً الصعوبات التي يمكن أن تحدث لو فكرت في المخاطرة والدخول إلى العراق، وحينما تتحدث رغد فستشعر بسرعة كبيرة أنها لا تستند إلى شيء، سوى حديثها عن الرئيس الأب، ولأنها لا تحمل طموحاً عالياً، فإن أقصى ما تستطيع القيام به، هو الظهور الإعلامي لتتحدث كما تحدث غيرها من أبناء حكام انتزعوا من كراسيهم، وقد كان جل ما تبتغيه أن تُظهر والدها بصورة تختلف عن الصورة التي روجت للعالم، صورة الأب الذي لا يعرفه الجميع.
رغد تحتاج إلى وقت طويل لكي تتذكر كمّ الفرص الضائعة، والأحداث القاسية التي أجبرتها على أن تتعايش مع والدها حينما تمت محاكمته، فتحدثت بشكل هادئ غارق في الأسى وهي تحاول أن ترجو من الذاكرة ألا تُخيب ظنها، فبعد سقوط والدها هناك ثمة مواقف قاسية وبشعة عايشتها وهلكتها بل وصرعتها، حتى الأسماء القديمة التي كانت بجانب والدها قد تبخرت تماماً.ورغم أن ما قالته رغد صدام عن العراق وعن خوفها مما يحدث، وعن تدخلات إيران في العراق، هو أمر اتفق الجميع عليه، لكن عدداً من العراقيين لا يريدون لحزب البعث الدخول مجدداً إلى الوسط السياسي، وإلا لماذا رفعت وزارة الخارجية احتجاجاً لسفارتَي السعودية والأردن؟