إبراهيم السليمان : نجاحات قطرية ..!
كثير منا اتهم تنظيم الحمدين وحكومة قطر بالفشل السياسي الذريع، وهو رأي صائب وسديد إذا نظرنا إلى حال قطر اليوم وما وصلت إليه من “عزلة وتراجع”، لكنها في جانب آخر لا يمكن أن نخفيه استطاعت أن تحقق نجاحات كثيرة منقطعة النظير، تبوأت فيها مرتبة “الخزي والعار” دون منافس، لتضاف هذه الإنجازات الوضيعة إلى سجل الحكومة القطرية الحافل بخوارم المروءة ودعم الإرهاب والجريمة المنظمة، وما انكشاف المكالمة المسربة الأخيرة بين السفير القطري والمهندي “صديق وشريك رأس السلطة” في الدوحة، وانكشاف وقوفهما خلف التفجيرات الإرهابية الأخيرة في الصومال، إلا دليل آخر يضاف إلى الأدلة المسربة السابقة من فضائح سياسية ومالية، ارتكبها هذا التنظيم وشراذمه الإجرامية، إضافة إلى المكالمات الصوتية الموثقة للحمدين، التي سبق أن أقر بصحتها السياسي القطري المعزول ومالك كبرى الملاهي الليلية اللندنية، التي تدين النظام القطري ورموزه، وتثبت بلا تردد تآمرهم على المنطقة وأنظمتها وقادتها، وانغماس النظام القطري منذ انقلاب الابن على أبيه في النهج الإجرامي والإرهابي المنظم، ولا يمكن بحال اعتبار كل هذا مجرد سياسات طفولية طائشة نستطيع تجاوزها، فهذا التنظيم خطط وحرض على الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية والتفجيرات الدموية ودعم الفصائل والتنظيمات الإرهابية وزرع الفتن وإشعال الاقتتال وتدمير الحياة المدنية، ورغم هذا ما زال يدعي المظلومية بكل “بجاحة”، وكيف لا يدعيها وهو من يمارس كل هذا التخبط المهين، ويطبق أبهى صور المتناقضات وازدواجية المعايير، فهو يتحالف مع من يردد الموت لأميركا، الشيطان الأكبر، ويستضيف على أراضيه القاعدة الأميركية الأكبر، ويتبنى تيار المعارضين للتطبيع وهو من طبع وتعاون وتآمر وهرول للارتماء في أحضان الكيان الصهيوني منذ التسعينات دون أن يخجل، ويردد شعارات السلام والوئام، وهو من يؤجج الحروب ويشعلها لنشر الهلاك والموت والشتات والدمار، وينادي بالإنسانية وأمان الأوطان، وهو من هجّر وطرد وشتّت آلاف الشيوخ والنساء والأطفال من قبيلة الغفران، ويطالب بأخلاقيات وضوابط المهنية الإعلامية، وهو من فبرك ودلس وضلل وافترى بلغة هابطة رخيصة، ويتباكى على حجاجه ومعتمريه، وهو من صد عن بيت الله الحرام، فحجب مواقع التقديم الإلكتروني الخاصة بتسجيل الحجاج عن مواطنيه، بل ذهب إلى إجبارهم على توقيع تعهدات صارمة بعدم الذهاب للحج عند مغادرتهم الدوحة، ويتراقص على العاطفة الدينية ودور الإمام الصالح وهو من أقام في دوحتهم الملاهي الليلية بكل ما فيها من فسق وفجور وإباحة للخمور، بل تخفيض أسعارها والموافقة على استضافة المثليين بلا رادع قانوني أو أخلاقي، والسماح لهم بممارسة حرياتهم دون أي تمييز، نعم .. لقد حقق تنظيم الحمدين نجاحات باهرة لم يسبقه إليها أحد، لكنها “قادتهم إلى الدرك الأسفل”.