إذا أصرت إثيوبيا… وزيرة خارجية السودان تتحدث عن “خيارات أخرى” لبلدها ولمصر
كشفت مريم المهدي، وزيرة خارجية السودان، عما أسمته “خيارات أخرى” من حق بلدها ومصر، إذا أصرت إثيوبيا على موقفها بخصوص ملء سد النهضة.
وبحسب حوار أجرته معها صحيفة “الشرق الأوسط” فقد أكدت وجود تنسيق بين السودان ومصر في ملف سد النهضة، مشددة على أن “للبلدين خيارات أخرى، إذا أصرت إثيوبيا على الملء الأحادي”.
وشددت الوزيرة السودانية على وجوب الوصول إلى “صيغة تعاون مشترك بين دولة المنبع ودولتي المصب، لنجعل من سد النهضة مجال تعاون بيننا ومدخلاً للرفاه والتنمية في البلدان الثلاثة، بدل أن يكون مدخلاً للخلاف أو النزاعات”.
وأقرت المهدي قائلة: “من حقنا جميعاً أن نستفيد من هذا النهر، وبالتأكيد دولة المنبع من حقها ذلك، لكننا في السودان ومصر نرفض أي تصرفات أحادية من إثيوبيا”، مشيرة إلى أن بلادها متفقة مع مصر على أن المطلوب في هذه المرحلة أن تعود إثيوبيا لطاولة المفاوضات.
وعللت إصرار بلادها ومصر على التفاوض ونقاط الخلاف فيه قائلة: “لننجز اتفاقاً ملزماً قانونياً، وليس اتفاق إعلان نوايا، فإثيوبيا ترى أن يكون الاتفاق إعلان (نوايا)، ونحن نتمسك باتفاق ملزم قانونياً، مرجعيته القانون الدولي، وأن نأخذ التشغيل والملء سوياً”.
وعن التقارب الكبير بين بلادها ومصر، أكدت وزيرة الخارجية السودانية أن البلدين جرّبا التخلي عن بعضهما، وجرّبا محاولات الهيمنة والتدخل في شؤون بعضهما، دون أن يفضي ذلك إلى النجاح في كلا البلدين، مشيرة إلى أن جملة المعطيات وفرت إرادة سياسية تنطلق من هذا الوعي.
وقالت: “نحن بكامل الموضوعية والواقعية، نعرف حاجتنا لبعضنا، ونريد للعلاقة أن تتطور بإرادة كل منا، وليس بأن يفرض أحدنا على الآخر مستوى أعلى من العلاقة، ما يجعل الإرث الكبير من الاتفاقات السابقة يمكن أن يتحرك بصورة غير مسبوقة، لتوفر هذه النظرة الواقعية الموضوعية لأهمية العلاقة ولضرورتها لاستقرار الأوضاع اليوم، ولرفاه الشعوب في المستقبل”.
وبخصوص تنسيق المواقف في قضية سد النهضة أكدت المهدي أن الخرطوم والقاهرة اتفقتا على تنسيق مواقفهما وعلى تحرك دبلوماسي أفريقي موسع، لشرح خطورة الملء الأحادي للسد للقادة الأفارقة، ومخاطر التصرفات الفردية التي تقوم بها إثيوبيا.
وتابعت: “في الوقت ذاته يكون هناك تحرك مع المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأمريكا”.
يشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد أنهى أول أمس زيارة هي الأولى له إلى السودان منذ سقوط حكم الرئيس عمر البشير، استغرقت يوما واحدا، بحث خلالها العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية وقضية سد النهضة والأمن في البحر الأحمر وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية.