داهم القحطاني : ورطة النظام الإيراني في اليمن
يحملون السعودية وحدها مسؤولية اندلاع الحرب في اليمن، ويتناسون، عمدا، أن الحرب يخوضها تحالف عربي يحظى بدعم دولي وبقرارات أممية دعما للشرعية المتمثلة في الحكومة الشرعية اليمنية، التي تشكلت بعد سنوات طويلة من المبادرة الخليجية، ومن الحوار الوطني الذي شارك الحوثيون فيه.
ينتقدون السعودية في اليمن، لكنهم يتناسون عمدا أن النظام الإيراني هو من بدأ العبث في اليمن، عبر دعم ذراعه الحوثي، ونقله من المطالبة بإقليم يحظى بميناء ومطار، إلى السيطرة فعليا على كل اليمن، بالطبع لتحقيق أهداف النظام الإيراني في حصار السعودية السنية من الأعلى عبر العراق، ومن الخاصرة عبر اليمن.
ينتقدون السعودية ويتهمونها بالتسبب في مأساة اليمن، ويتناسون عمدا أن السعودية نفسها هي أكثر من يقدم المساعدات بأنواعها الإغاثية والطبية للشعب اليمني بشرائحه كافة، وأحيانا تصل المساعدات حتى في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
ويتناسون أن الميليشيات الحوثية تتعمد وبشكل صريح استخدام معاناة الشعب اليمني في خلق الضغوط السياسية الدولية على التحالف العربي، لدفعه للانسحاب من اليمن، وترك كل اليمن فريسة لأطماعهم الموجهة من النظام الإيراني، بما تتضمنه من حرب مذهبية لا يزال النظام الإيراني يعلنها على كل ما هو سني.
هناك من يعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها لا تملك الحق في أن تكون لها رؤيتها الذاتية في الصراع الدولي، وأنها يجب أن تكون مجرد لاعب ينفذ خطط الدول الكبرى، ولهذا نجدهم قد جن جنونهم عندما رفضت دول مجلس التعاون الخليجي هذا الاعتقاد الفاسد، وأخذت زمام المبادرة في اليمن، ولم تترك هذه الدولة، وهذا الشعب ضحية للتقارب الأميركي الإيراني، الذي تم التوافق على إثره وفي زمن الساذج الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما على أن تلعب إيران دور شرطي المنطقة.
وضمن محاولات إيران اليائسة لاثبات نفوذها وتأثيرها في منطقة الخليج، تأتي هجمات الطائرات المسيرة التي تنفذها إيران وعبر عناصر من حزب الله اللبناني، وهي هجمات فاشلة لا تأثير كبيراً لها، وكلها تستهدف مرافق غير حيوية، فيما عدا ضرب المنشآت النفطية في مدينة إبقيق، والتي كشفت للعالم أن النظام الإيراني يشكّل خطرا حقيقيا على الأمن والسلم الدوليين، وعلى حركة الاقتصاد العالمي.
وعلينا أن نتذكر أن التحالف العربي، وعلى رأسه السعودية، لم يقم إلى الآن بأي عمليات استخباراتية تخريبية في الداخل الإيراني، وهو أمر وإن كان سيكشف حقيقة غرور النظام الإيراني، ويكشف مدى ضعف هذا النظام من الداخل، إلا أنه أمر لا يحتاجه التحالف العربي في الوقت الراهن، فغباء وسذاجة النظام الإيراني جعلاه مكشوفا أمام العالم بعدوانيته وتخريبه، وأي عمليات تخريبية في الداخل الإيراني ستخلق لهذا النظام شعبية لا يستحقها، وستوجد تعاطفا دوليا لدى أطراف تدعي الحياد، وهي في حقيقتها داعمة للتخريب الإيراني لأنه يخدم خططها الخاصة في مد نفوذها للمنطقة.
https://www.alqabas.com/article/5843373 :إقرأ المزيد