محمد يوسف : طعنة في الظهر
امتدت اليد الشيطانية العابثة نحو الأردن، تريد أن تبث الفتنة، وتشق الصف، وتثير صراعاً داخلياً قد يجد الأخ نفسه خصماً لأخيه، وتحوله الأطماع إلى خنجر مسموم، باسم النزاهة والمسؤولية والدفاع عن أبناء الشعب ورعاية مصالحهم ومحاربة الفساد، شعارات ترفع كما رفعت في 2011، ثم تبين أنها فارغة من معانيها، ولا يؤمن بها من رددوها ورفعوها.
لم يعجبهم استقرار الأردن، وحفظ أمنه، والدفاع عن منجزاته، واصطنعوا مؤامرة أقحموا فيها أسماء أشخاص لا يمكن أن تطالهم الشبهات، وأثبتت المعلومات المعلنة حتى الآن أن هناك جهات خارجية تقف وراء هذه المؤامرة، هي التي زينت ودعمت وحرضت، وبلا أدنى شك ستكون أيضاً قدمت الضمانات، وهي في البداية والنهاية ليست معنية بفلان أو علان، وليست مهتمة بمعيشة شعب الأردن.
من هو بعيد عن التفاصيل ونتائج التحقيق لا يعرف ما هي تلك الجهات الأجنبية المحرضة على الفتنة في الأردن، ولكن من يتابع «السيناريوهات» المعدة منذ عقود من أجهزة معنية في بلاد أجنبية أو مراكز بحوث استراتيجية تتبعها، والتي نشرت بأسلوب «التسريب المتعمد»، وقيل إنها بدائل لانسدادات تواجه بعض القضايا المزمنة، وبعد أن تعنتت واستكبرت أطراف خالفت الطبيعة البشرية، وجعلت من الحق والمطالبة به جريمة، أقول لكم، من تابع ما طرح في السابق لا يستغرب هذا العبث بأمن وسلامة واستقرار الأردن.
الحكومة الأردنية أفصحت عن حقيقة ما حدث، لم تتبع أسلوب الإيحاء والتلميح، بل وضعت أمام شعبها وأمتها والعالم التفاصيل كاملة، منعاً للالتباس، واحتراماً لمن يعنيهم الأمر، وتركت المعلومات الأمنية للجهات المعنية، فالقضية أصبحت بيد الدوائر القضائية، ومن أخطأ في حق وطنه سينال جزاءه، ومن كان بريئاً سيخرج من دائرة الاتهام.
ما حدث في الأردن يدخل ضمن المؤامرات التي تحاك ضد دول المنطقة العربية ومحيطها حتى لا تهدأ ولا تستقر، ولا أظننا بحاجة إلى مثال أكثر من هذا الحدث الحي.
حمى الله أمتنا من عبث العابثين وكيد الكائدين.