معاناة لبنانية.. تعاونيات السجاد التابعة لحزب الله .. الولاء مقابل الغذاء
حزب الله يحاول غسل عقول اللبنانيين وإبطال مقاومتهم من خلال ابتكار أشكال جديدة من استيعاب المتضررين وخصوصا في بيئته الشيعية بعد تنامي الانتقاد الشعبي.
احتفى جمهور حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي بافتتاح تعاونيات السجاد الأربعاء وأعاد نشر هاشتاغ #لن_نجوع على نطاق واسع.
وتداول أنصار حزب الله صورا لإطلاق فرع طريق المطار من التعاونية، داعين إلى “التركيز على عبارة فرع”، في إشارة إلى أنها سلسلة من تعاونيات يطلقها الحزب.
وتظهر الصور رفوفا مليئة بالمواد الغذائية التي لم تتضح نوعياتها ولا منشأها. وبدا أن الحزب الذي وزّع بطاقات “السجاد” على اللبنانيين القاطنين ضمن بيئته، بدأ يحضر لهم مراكز تسوق خاصة بهم تحمل الاسم نفسه “تعاونيات السجاد”.
ويذكر أن “بطاقة السجاد” هي جزء من مشروع كبير يموله الحزب لتأمين الغذاء لبيئته الاجتماعية بأسعار منخفضة، تقل عن أسعار السلع المدعومة التي توفرها الحكومة اللبنانية.
ورفع جمهور حزب الله هاشتاغي #تعاونيات_السجاد و#لن_نجوع الذي يعود تاريخه إلى شهر يونيو الماضي إلى الترند اللبناني بالإضافة إلى عدة هاشتاغات أخرى تشيد بحزب الله.
وتحت عنوان “الصبر والبصيرة” أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يونيو الماضي عبارة “لن نجوع”، الذي تحوّل إلى “معادلة جهادية” لدى جمهور حزب الله. واحتوى الهاشتاغ زخما كبيرا من الدعاية الدينية وكليشيهات المقاومة التي لا تزال تنطلي على البسطاء من جمهور المقاومة. وقالت مغردة:
ومع اشتداد الأزمة الخانقة، يبتكر حزب الله الذي يحمل قسطا من مسؤولية الانهيار الاقتصادي والحصار الذي يتعرض له لبنان، أشكالا جديدة من استيعاب المتضررين وخصوصا في بيئته الشيعية في الضاحية والبقاع والجنوب، بعد تنامي الانتقاد الشعبي.
وكان نصرالله دعا في 18 مارس الماضي “الأخوة “في حزب الله الذين يتقاضون الراتب بالدولار أن يبادروا بمساعدة الأرحام أولا وثانيا الجيران”، وأعلن أن الحزب سينشئ “صندوقا ليتبرع من يتقاضى بالدولار بما يستطيعه لمساعدة العائلات المحتاجة”. وهاجم مغردون لبنانيون فنتازيا #تعاونيات_السجاد. وكتبت مغردة:
ويحاول حزب الله غسل عقول اللبنانيين وإبطال مقاومتهم، خاصة في ظل التحذير من احتجاجات ستعم البلد عنوانها “الجوع” هذه المرة. ويمتلك حزب الله مجموعة إعلامية تدعى “التنسيقية” تدير الحملات الإلكترونية الدعائية لصالحه.
وعلى مواقع التواصل تنتشر مقاطع فيديو تظهر تهافت اللبنانيين على السلع الغذائية. ويشبه معلقون ما يحدث بـ”ألعاب الجوع” نسبة إلى فيلم “ألعاب الجوع” (The Hunger Games). ويضيفون أنهم يخوضون المعركة الأعنف لكن في وجه بعضهم البعض بدل أن يخوضوها في وجه الطبقة السياسية الفاسدة والمرتهنة.
وبحسب تقديرات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، ارتفعت نسبة الفقراء من 28 في المئة عام 2019 إلى 55 في المئة لغاية مايو 2020. أما نسبة الذين يُعانون من الفقر المُدقع فارتفعت ثلاثة أضعاف، من 8 إلى 23 في المئة في الفترة نفسها.
وأصبح العدد الإجمالي للفقراء من اللبنانيين يفوق 2.7 مليون شخص “بحسب خطّ الفقر الأعلى، أي عدد الذين يعيشون على أقل من 14 دولارا في اليوم