مفتي لبنان: يحكمنا نظام الفاسدين وحكامنا فاجعة البلاد الحقيقية
شن مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الأحد 11 أبريل/نيسان، هجوما شرسا على النخبة السياسية في البلاد.
وقال دريان في رسالة متلفزة وجهها إلى اللبنانيين بمناسبة قرب حلول شهر رمضان: “رمضان هذا العام، ليس ككل الأعوام، بل ربما لم يشهد المواطنون ضيقا شديدا في معيشهم وتحركاتهم مثلما يشهدون هذه الأيام”.
وتابع مفتي لبنان “سواء في رمضان وغير رمضان. إنه زمن الانهيار الشامل في كل المجالات، يحل علينا شهر رمضان هذا العام، والبلاد والعباد في أزمات متراكبة، يختلط فيها الاقتصادي بالمالي والمعيشي والصحي، والوبائي والسياسي والاجتماعي”.
وأضاف:”يلقي ذلك كله على عواتقنا نحن أهل الدين والإيمان، مسؤوليات خاصة، على اختلاف القدرات والأحوال. إنه اختبار كبير وشاق وصعب، للإيمان والثبات والصبر والأخلاق، والعلاقات الإنسانية، والثقة برحمة الله عز وجل ووعده”.
واستدرك المفتي قائلا “لقد هب أهل بيروت، مسيحيين ومسلمين، هبة واحدة عندما نزلت بالمدينة كارثة انفجار المرفأ، ودمار ثلث المدينة. لكنهم بالأمس واليوم وغدا ، مدعوون إلى ما هو أعظم وأشد إلحاحا. فقد صار مخجلا الحديث عن القادرين وغير القادرين، ما عاد أحد تقريبا قادرا. ما عاد لنا إلا أن نتقاسم القليل، ونتشارك في القليل الذي يمتلكه كل منا. إن بلادنا عجيبة بحمد الله، في صبر أهلها، وفي انتظامهم الأخلاقي والمدني”.
وواصل قائلا “لقد تحملوا مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين، وتحملوا أهوال الوباء، وتحملوا غياب الدولة قبل انفجار المرفأ وبعده، وتحملوا احتجاز ودائعهم في المصارف، وهم يتحملون كل يوم أخبار الفضائح بين المسؤولين غير المسؤولين، ويفكرون عشرات المرات، أو يفكر معظمهم عشرات المرات قبل أن يقدموا على شراء قوت اليوم لشيوخهم وأطفالهم”.