لافروف في القاهرة في مسعى لحل أزمة سد النهضة
اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة امس، في مستهل جولة إلى الشرق الأوسط تستغرق يومين.
في وقت لاحق امس عقد لافروف مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري.
وشهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالى لقضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس على استمرار مصر فى إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام فى إطار الحفاظ على حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، وذلك باعتبارها مسألة أمن قومى بالنسبة لمصر، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى شامل وملزم بين الدول الثلاث بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
وشدد الرئيس، على أن عدم حل هذه القضية من شأنه أن يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وفي تصريحات صحفية عشية الزيارة، أكد لافروف أن مصر تعتبر أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
وأشار الوزير إلى أن طبيعة علاقات روسيا مع مصر تتحدد باتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتیجي التي وقع عليها الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين في أكتوبر عام 2018 ودخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي.
واليوم سيقوم لافروف بزيارة إلى طهران حيث سيجري مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين.
بالتزامن مع زيارة لافروف، أفادت مصادر لقناتي العربية/الحدث بأن روسيا سترعى اجتماعات خلال الأسابيع المقبلة بشأن سد النهضةً.
كما أوضحت أن مبعوثا روسيا سيتواصل مع كافة الأطراف المعنية في هذا الملف الشائك، من أجل عقد اجتماع في روسيا بشأن الأزمة ووضع خطوات لحلها.
إلى ذلك، كشف أن موسكو ستتواصل مع المسؤولين الإثيوبيين نهاية الأسبوع الحالي لطرح رؤية لحل الأزمة قبل تصاعدها.
يذكر أن لافروف، كان أعلن في وقت سابق اليوم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري أن: «مفاوضات السد يجب أن تضمن مصالح الدول المعنية، مؤكداً أن بلاده معنية بحل تلك القضية».
كما أوضح أن بلاده اقترحت مساعدة فنية وتقنية في المحادثات حول السد الإثيوبي، لكنها لم تقم بوساطة.
وأشار إلى وجود توافق بين البلدين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
وكان شكري أكد خلال مقابلة سابقة أمس مع وكالة «تاس» الروسية أنه سيبحث مع نظيره الروسي موضوع السد الإثيوبي، والدور الذي يمكن لموسكو أن تلعبه من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، وفي إطار الجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة والتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
بالمقابل، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن في إثيوبيا مقولة أنك لا تموت من الخوف بل تموت أثناء القتال، لذا فإن إثيوبيا تضع جميع الخيارات على الطاولة.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في مقال لها إن العالم الآن يرى قيادة مصر والسودان في وضع الترويج للحرب وتهديد إثيوبيا بأن جميع خياراتهما مطروحة على الطاولة، لكن هناك مقولة عربية تقول الهنجمة نصف القتال (مثل يراد به أن تتحدث عن نفسك وعن قوتك كثيرا قبل الدخول في معركة) لكن في إثيوبيا لدينا مقولة مختلفة مفادها أنك لا تموت من الخوف بل تموت أثناء القتال، لذا فإن إثيوبيا لديها أيضا جميع خياراتها على الطاولة.
وتابعت: «مصر والسودان أظهرا للعالم أنهما مستمران في تسييس قضية سد النهضة وإضفاء الطابع الأمني عليها رغم أنها مسألة تقنية في الأساس».