كيف أعاد الملك المؤسس قطعة الحجر الأسود؟
نشرت وكالة الأناضول التركية الرسمية خبرًا مرفقًا بالصور عن أجزاء من قطع الحجر الأسود موجودة في مسجد “صقللي محمد باشا” بتركيا. واعترفت الوكالة بسرقة قطع الحجر الأسود منذ خمسة قرون؛ إذ وضع المعمار “سنان” أربع قطع من الحجر الأسود في مسجد “صقللي محمد باشا”، والجزء الأكبر من أجزاء الحجر الأسود وُضع فوق باب مدخل ضريح السلطان العثماني سليمان القانوني. يأتي ذلك اعترافًا من الوكالة التركية الرسمية بسرقة أجزاء من قطع الحجر الأسود من الكعبة المشرفة، وافتخارًا بأنهم سرقوا قطع الحجر الأسود من أطهر بقاع الأرض من المسجد الحرام.
وعلق الباحث الكويتي في التاريخ، الدكتور سلطان الأصقه، بأن “وكالة الأناضول اليوم تتبجح وتعترف بسرقة مقدسة من مقدسات المسلمين، ومن موضعه الذي لا ينبغي إلا أن يكون فيه، وسرقوه ونقلوه إلى تركيا، وأعني هنا قطع الحجر الأسود التي سرقها الأتراك خلال حكمهم البائد لمكة، وتم نقل قطع الحجر الأسود، وثبَّتوها على قبور سلاطينهم”. وكشف الدكتور الأصقه أن “السنجاري” ذكر في كتابه “منائح الكرم” أن السلطان مراد الرابع في سنه ١٠٤٠ هجرية أرسل المعمار التركي رضوان؛ ليصلح ما تهدم من الكعبة المشرفة، وما تشظى من الحجر الأسود. ويقول “السنجاري” إن المعمار التركي رضوان لما وصل إلى الكعبة وجد الحجر الأسود تشظى إلى أربع شظايا، وتفككت أجزاءه؛ ويستطيع أي أحد أن يأخذ أي قطعة منه.
وذكر الدكتور الأصقه: “من هنا سرق الأتراك قطع الحجر الأسود، ونقلوها من قِبلة المسلمين إلى قبلة سلاطينهم”. وقارن الدكتور الأصقه بين حكم الأتراك البائد لمكة وحكام المملكة العربية السعودية، وكيف تعامل حكام السعودية مع مقدسات المسلمين خلال حكمهم. وذكر “الخطيب” و”حسين باسلامة” في كتابهما أنه خلال حكم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تسلل أحد الفرس ليلاً إلى الكعبة المشرفة، واقتطع جزءًا من الحجر الأسود، ففطن له بعض الحراس، ثم قُبض عليه، وعاقبه الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.
وتساءل الدكتور الأصقه: “ماذا فعل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مع قطع الحجر الأسود المسروقة؟”. وتابع: “جاء الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى مكة المكرمة خصيصًا لتثبيت هذه القطع من الحجر الأسود بعد إصلاحها، وثبَّتها بيده، ولم يأخذها الملك عبدالعزيز ويضعها في قصره أو في مسجده، بل وضعها في موضعه الذي لا ينبغي إلا أن تكون فيه. وشاهد الفَرْق بين حكم الترك البائد وحكم آل سعود الكرام على مكة”. وخاطب الدكتور الأصقه الوكالة قائلاً: “يا وكالة الأناضول، ما أقبح السرقة، وما أشنع أن يتبجح السارق بأنه سارق”.
ومن جهته، علّق الأمير سطام بن خالد آل سعود: “أليس كان من باب أولى إعادة أجزاء الحجر الأسود لمكانها الطبيعي؟ أليست هي ملك لجميع المسلمين؟ ألا تعتبر هذه الأعمال سرقة؟ تخيل معي أن من قام بهذه الأفعال أحد حكام الدولة السعودية لرأيت الإخوان ومن معهم يصيحون وينوحون بكل مكان، ويتباكون على هذه الأجزاء، لكنهم الآن لا صوت لهم”. وبدوره، غرّد الكاتب الصحفي محمد الساعد: “الحجر الأسود أحد أقدس مقدسات المسلمين لا يزال بين أيدي المغول الخزر. الغرور التركي والإعلان عن الامتهان والعبث به، ووضعه في المتاحف وعلى قبور السلاطين، دليل على إجرام متأصل في العقلية التركية المغولية”.