منى بوسمرة : مبادرات محمد بن راشد منارة إنسانية
بصمة إنسانية وحضارية غير مسبوقة ترسخ مكانة فريدة للإمارات في سجل التاريخ، مع ما نهضت به قيادتنا من مبادرات عالمية استثنائية تركت الأثر الأكبر والأوضح على حياة ملايين البشر في كل بقاع الأرض، خصوصاً في عام الجائحة 2020 وظروفه الأقسى والأكثر صعوبة، التي تمر بها البشرية في تاريخها، وبات فيه الناس أشد حاجة إلى العون في مواجهة تحدياته وأزماته، إلا أن صعوبته لم تبعد الإمارات عن عقيدتها القوية التي تحملها في القلوب، قيادة وشعباً، بمحبة الآخرين، والإحسان إلى الجميع، ونشر الخير في كل مكان. مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بإيمانها الراسخ في البذل والعطاء، وقفت وقفة تاريخية صلبة في وجه الجائحة، ليصل حجم إنفاقها في 2020 إلى 1.2 مليار درهم، وليرتفع عدد المستفيدين إلى 83 مليون شخص في 82 دولة، وهو إنجاز يضيء أمام العالم أنبل الرسائل بقدرة البشرية على التكاتف والتضامن لإنقاذ حياة الإنسان والارتقاء بها، وحماية الإنسانية وحضارتها، وتمكين تقدمها وازدهارها. الجائحة وتبعاتها لم تكن سبباً لتدير الإمارات ظهرها للإنسانية، بل كانت دافعاً لبذل المزيد من العطاء الذي ظهر، وسيستمر بمشاريع نوعية كبرى على مستوى العالم، وغرس بذار الأمل في كل بقاع المعمورة، فالإمارات كما يؤكد محمد بن راشد: «ليست كياناً سياسياً واقتصادياً فقط وإنما كيان حضاري وإنساني ومنارة للأمل في المنطقة». بهذا الإيمان العميق، الأمر الذي كان تحدياً للجميع أصبح لمبادرات محمد بن راشد فرصة للإنجاز على كل المستويات الإنسانية، فلم تكتف بالوصول إلى المحتاجين في أقاصي الأرض، فحسب، بل سخرت كل مواردها وخبراتها لتمكين المنظمات والهيئات الدولية في عملها، وتذليل كل العقبات اللوجستية والفنية أمامها، حتى باتت بامتياز صانعة الأمل ومنارته في ظلمة عام التحدي الأكبر للبشرية. الأكثر إيجابية وتميزاً فيما حققته مبادرات محمد بن راشد خلال 2020، أن مشاريعها الإنسانية لم تقف عند محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، بل استطاعت تنفيذ أهدافها المبدعة، التي قامت عليها رؤيتها في مأسسة العمل الإنساني في جميع محاورها الحيوية، في الرعاية الصحية ومكافحة المرض، وفي نشر التعليم والمعرفة وفي محور ابتكار المستقبل، وكذلك في محور تمكين المجتمعات، الأمر الذي تشير إليه الأرقام بإنجازات كبيرة حققت فارقاً في تغيير حياة الملايين حول العالم، وهذه النجاحات تضع من خلالها دبي بصمة واضحة في تغيير مفاهيم العمل الإنساني عالمياً. دبي، بقيم قيادتها النبيلة، تثبت اليوم أنها تنطلق من عقيدة راسخة بأهمية صناعة الأمل، وإيماننا قوي بأن العمل الإنساني جزء أساسي من استئناف الحضارة، لتفيض بالخير الذي يعم شرق الأرض وغربها.