فريد أحمد حسن : هنا كلام موجع أكثر عن الفلسطينيين
خلال الأيام القليلة الماضية عمدت الفضائيات التابعة لما يسمى «محور المقاومة» الممولة من النظام الإيراني إلى الترويج لفكرة أن الفلسطينيين هم الذين انتصروا في المعركة وأنهم هم المنتصرون في كل الأحوال رغم عدد القتلى والجرحى الذي يتسارع ويزداد بشكل ملحوظ ورغم كل الخسائر المادية التي ليس أولها البنايات السكنية التي تصير أثراً بعد عين في لحظات وليس آخرها المعاناة مع الكهرباء والماء والغاز وكل ما له صلة بالمعيشة اليومية.
تلك الفضائيات بقيادة قناة «الميادين» استضافت أخيراً العديد من الأسماء الداعمة والمتعاطفة مع ذلك المحور لتقول إن من الأدلة على انتصار الفلسطينيين أن الاقتصاد الإسرائيلي يخسر في اليوم الواحد ما يزيد عن ستين مليون دولار بسبب لجوء الإسرائيليين إلى الملاجئ وتعطل الحياة وأن محاولة ردع الصواريخ تكلفها عشرات الملايين الإضافية يومياً وأنه بناءً على هذا فإن الأكيد هو أن ينهار الاقتصاد الإسرائيلي وأن ينقسم الشعب الإسرائيلي إلى قسمين، قسم يهاجر إلى الخارج وقسم يثور على الحكومة ويطيح بها وبالنظام، فتزول إسرائيل من الوجود وتنتهي «الحدوتة»!
مؤسف أن يصل من يعتبرون أنفسهم «تنويريين» إلى هذا المستوى من التفكير والعمل، والمؤسف أكثر أن يصدقهم كثيرون فيعتقدون أن الذي يروجون له صحيح وسيحصل لا محالة، لكن لأن الواقع مختلف فإن الذي سيتبين بعد قليل هو أن كل هذا ليس إلا كلاماً وأن الخاسر الأكبر في كل الذي جرى ولا يزال يجري هو الشعب الفلسطيني الذي سيتبين له أيضاً أن الذين أعلنوا الوقوف إلى جانبه لا يمتلكون القدرة على تنفيذ ما أعلنوا عنه وأنهم ورطوه.
واقع الحال يؤكد أنه أياً كانت خسائر إسرائيل المادية فإنها تستطيع بسبب دعم الولايات المتحدة المستمر لها أن تستعيد عافيتها وأن تعود أحوالها إلى ما كانت عليه وأفضل في وقت قياسي، وواقع الحال يؤكد أيضاً أن «محور المقاومة» لا يستطيع أن يعوض الفلسطينيين وأنه تسبب في إضعافهم أكثر.