أحمد الجارالله : الفلسطينيون يُقتَلون… ونصرالله نائم في جحور الضاحية
لا بد من نهاية للمهزلة المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، إذ من العيب فلسطينيا ان يتحول هذا المهدور حبر رسائل تسويات بين من لا يتحملون عبء ما يعيشه ثلاثة ملايين نسمة من ظلم وقهر وموت، لأن الذين يتحلقون حول طاولة المفاوضات يتحدثون عن كل شيء إلا عن هؤلاء.
نعم، نقولها بمرارة إن الأبرياء في غزة وحدهم يدفعون ثمن مغامرات مأجورين لدول إقليمية لا ترى بالعزّل في القطاع غير رصيد مجاني للحصول على مكاسب خاصة بها، وينفذون أجنداتها فيما هي لا تقدم غير الشعارات لهؤلاء الذين يتشردون في مساحة ضيقة من الأرض بعدما هدمت إسرائيل 10 آلاف منزل، وقتلت 220، بينهم كثير من الأطفال والنساء، وجرحت ما يفوق 1500 شخص، فيما لم يصب أي من زعماء “المقاومة الشعاراتية” حتى بخدش، لأنهم اختاروا دولاً بعيدة حتى عن سماع دوي الانفجارات، كي يدلوا منها ببيانات الانتصارات الكاذبة، ويحمِّلون دول الخليج العربي المسؤولية عما يجري، بينما هم الذين أدخلوا أبناء شعبهم عش دبابير القتل الإسرائيلي.
لن نتحدث عن زياد نخالة، وخالد مشعل واسماعيل هنية، وبقية الأبوات الذين امتهنوا منذ عقود المقامرة بدم الفلسطينيين، فهؤلاء سيرذلهم شعبهم قبل أن ترذلهم الشعوب العربية، وهم ليسوا أكثر من دمى بأيدي الإيرانيين الساعين إلى تحقيق مكاسب لهم، من خلال الدم اللبناني والسوري والفلسطيني والعراقي واليمني.
إلا أننا نسأل عقلاء الشعب الفلسطيني: متى حقق هؤلاء الزعماء لشعبكم انتصاراً ليستمروا بأخذه إلى الهاوية أكثر فأكثر، هل في نكبة العام 1948 التي جرت معها سلسلة لا تنتهي من الهزائم العربية، داخلياً وإقليمياً، أم في العام 1956 حين هُزِم عبدالناصر وأخذ بجريرته الفلسطينيين بزعمه “رمي اليهود في البحر”، فكان أن تشرد جراء ذلك مئات الآلاف من فلسطين؟
أم في هزيمة العام 1967، التي أدت إلى توسع إسرائيل لتضم فلسطين كلها، أو في حرب العام 1973 التي حققت أول انتصار لكن العرب لم يعرفوا كيف يستثمرونه، أو في الغزو الإسرائيلي إلى لبنان الذي أخرج المنظمات الفلسطينية الى المنافي البعيدة، بعدما تحولت سلطة أمر واقع في هذا البلد، محاولة إنجاح مخططها التي فشلت في تطبيقه بالأردن عام 1970؟
أيها الفلسطينيون خذوا عبرة التنصل من تحمل المسؤوليات من حسن نصرالله و”حزب الله” الذي غسل يديه فوراً من الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان، لإدراكه أن بلده لا يستطيع تحمل القتل والدمار، كما انه يعرف أن مفاوضات فيينا تجري بين الإيرانيين والأميركيين بالدم الغزاوي، ويعمل وفق المثل الشعبي اللبناني”عند اختلاف الدول خبي رأسك”، لذلك خبأ رأسه في رمال بيروت.
العالم كله اليوم يتحدث عن حل الدولتين، لأن الواقع يفرض التوصل إلى حل وسط ينهي هذه المأساة المستمرة منذ سبعة عقود، ولذلك إذا لم يستغل الفلسطينيون الفرصة السانحة حالياً، سيعيدون سيرتهم الأولى في الهزائم والنكبات، والمزيد من التهجير والقتل، وسيفقدون آخر أمل لهم بدولة مستقلة، لذا لا حل لهم إلا بالذهاب لطاولة المفاوضات التي تدعمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.