يأكلون أوراق الشجر.. مليون شخص يواجهون المجاعة في مدغشقر
يعاني أكثر من مليون شخص نقصاً حاداً في الغذاء بسبب أسوأ أزمة جفاف تشهدها مدغشقر منذ 40 عاماً.
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن الأمم المتحدة تقدر أن جنوب الجزيرة سينتج أقل من نصف محصوله المعتاد في الأشهر المقبلة بسبب قلة هطول الأمطار، ما يطيل أمد أزمة الجوع التي تؤثر بالفعل على نصف سكان منطقة غراند سود جنوب البلاد.
وشهد الجنوب 50% من الأمطار المعتادة خلال الموسم الزراعي في أكتوبر، في عام رابع من الجفاف الشديد.
وذكر التقرير أنه بدون هطول الأمطار، لن يتمكن أرباب الأسر من العودة إلى الحقول وإطعام عائلاتهم، والبعض لا يتردد في القول إن الموت هو الذي ينتظرهم إذا لم يتغير الوضع ولم يسقط المطر.
وفقاً لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، يتعين على معظم العائلات الفقيرة الاعتماد على البحث عن الأطعمة البرية وأوراق الأشجار التي يصعب تناولها ويمكن أن تكون خطرة على الأطفال والنساء الحوامل، بينما أفادت وكالات الإغاثة بأن الناس يأكلون النمل الأبيض ويخلطون الطين مع التمر الهندي.
وقال عمال إغاثة إن العواصف الرملية العنيفة، المعروفة باسم تيومينا، في ديسمبر زادت الوضع سوءاً من خلال تغطية الأراضي الزراعية والمواد الغذائية مثل فاكهة الصبار، التي غالباً ما يتم الاعتماد عليها خلال مواسم «العجاف».
ويعتمد معظم الناس الذين يعيشون في الجزء الجنوبي من مدغشقر بشكل أساسي على محصولهم من أجل الغذاء والدخل، لكن التقرير أشار إلى أنه «بسبب الجفاف وقلة الأمطار، لا يستطيع الناس زراعة ما يأكلونه أو يبيعونه عادة في السوق».
وقال جان لوي توفوسوا (52 عاماً)، والذي يعيش في أقصى جنوب مدغشقر، “إن الحياة أصبحت صعبة للغاية. هذا العام، ليس لدينا ما نأكله. نحن نعتمد على عناية الله من أجل بقائنا. كما نطلب من الحكومة مساعدتنا. وإلا فإننا سنموت.”
على مدى السنوات الخمس الماضية، أصبحت العواصف الرملية أكثر تواتراً، وبسبب الجفاف المستمر، جرفت الرياح العاتية التربة الصالحة للزراعة، وقتلت نباتات الصبار التي كانت حيوية للسكان في زمن المجاعة. كما دمرت المحاصيل وقتلت الماشية التي يعتمد عليها الأهالي.