روسيا تُحوّل وجهة سُيّاحها من تركيا إلى الإمارات واليونان

فيما تواصل تركيا مكافحة تفشّي وباء كورونا إثر تعثّر وتأخر السياسات الحكومية، تبذل جهودا مضنية غير مثمرة في محاولة تبدو فاشلة كي لا تخسر موسم سياحة آخر على غرار العام الماضي.
وعلى غرار دول أوروبية أخرى، ألغت شركات الطيران الروسية الغالبية العظمى من الرحلات الجوية إلى تركيا لغاية يوليو كمرحلة أولى، بينما فشلت مساعي أنقرة للتفاوض على إنهاء حظر السفر الروسي على البلاد، الأمر الذي تمّ تفسيره بمثابة عقوبات روسية غير معلنة بسبب سياسة أنقرة تجاه أوكرانيا.
وتفرض روسيا حظرا على السفر إلى تركيا منذ أبريل بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا باستثناء رحلتين أسبوعيتين بين موسكو وإسطنبول.
وبينما كانت وزارة الثقافة والسياحة التركية تطلق حملة “استمتع.. أنا مطعّم” في ظل انتقادات داخلية شديدة، جاءت الصدمة بتمديد حظر توافد السياح الروس إلى تركيا، فيما تواجه تركيا تباطؤاً حادّاً في حملة التلقيح لنقص عدد الجرعات.
وزار وزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرسوي والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين موسكو، لكن المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا غوليكوفا، إن “وكالة صحة الإنسان وحماية المستهلك الروسية سترسل وفدا إلى تركيا لتقييم الوضع الحالي وإمكانية استئناف الحركة الجوية ومناقشة الوضع مع نظيرتها في تركيا”.
بالمقابل، أطلقت روسيا، التي ترفض رفع حظر السفر إلى تركيا، ما يقرب من 500 رحلة طيران مستأجرة إلى أسواق بديلة، وفي طليعة هذه الوجهات، جاءت الإمارات العربية المتحدة واليونان وبلغاريا، التي حصلت على أكبر عدد من تصاريح الطيران الإضافية.
الكاتبة جيل أوزجينتورك، تحدثت في مقالها التحليلي في صحيفة جمهوريت التركية، عن اجتماعها مع رجال أعمال يعيشون في روسيا. وفي إشارة إلى أن “المشكلة سياسية أكثر من معضلة كوفيد”، قالت “قرار الحظر لتركيا جاء بعد أنباء بيع طائرات بدون طيار لأوكرانيا، وذلك على الرغم من تزايد مطالب السائح الروسي”.
وبعد الحصول على الإذن، ستكون هناك رحلات دولية إضافية من حوالي 20 منطقة في روسيا لقضاء عطلة الصيف في تلك الوجهات البديلة.
ونقلت أوزجينتورك عن رجال أعمال قولهم “يبدو أن الحظر هو نوع من العقاب وليس تجنباً للوباء” فيما لا يزال صُنّاع السياح الأتراك يُحافظون على أمل يبدو أخيراً ومُستبعداً هذا الصيف.
وتعتمد تركيا على عائدات السياحة للمساعدة في تعزيز النمو الاقتصادي ولتمويل عجز الحساب الجاري. وتسبب تراجع دخل السياحة العام الماضي في الضغط على الليرة التي سجلت مستوى قياسيًا منخفضًا مقابل العملات الرئيسية، مما أدى إلى زيادة نسب التضخم.
على صعيدٍ آخر، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد وصف نقل مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا من تركيا إلى البرتغال، وإلغاء سباق “فورمولا1” في إسطنبول، بأنه “قرار سياسي”. بالرغم من أنّ القرار يعود أساسا لتفشي وباء كورونا بشكل كبير في تركيا.