محمد يوسف : جهلة مدعون
تلك القلة من الأشخاص يحاولون بشتى الطرق زرع أفكارهم في مجتمعاتنا، ركبوا موجة الصدام بيننا وبين الحركات المتطرفة والإرهابية، وبدلاً من التصدي لتلك الفئات المنحرفة حاول «الليبراليون»، فهذه تسميتهم الأخيرة، أن يحملوا مجتمعاتهم مسؤولية انتشار ذلك الفكر بتشدده وعنفه، وحملوا المعاول ليهدموا ركائز تربطنا بجذور الأرض والانتماء إليها.
وقد خابوا، لم تفلح محاولاتهم، ولم يتبعهم إلا عدد قليل انبهر بما يطرحون تارة، وتارة أخرى أراد أن يحقق مصالح شخصية من السير خلفهم، ولكن انكشافهم كان سريعاً، فهم أداة هدم تتوافق في أهدافها مع الذين جعلوا الإرهاب دستورهم، فهم، أي أصحاب التنوير والليبرالية، يستخدمون سلاح الإرهاب الفكري متى ما قويت شوكتهم، وحينما يضعفون يتبعون سياسة «اضرب واهرب» بنشر ما يمس العقيدة والانتماء والولاء، فيحدثون ضجة تزرع الشك في نفوس البعض، وينشغل المجتمع بهم وبما طرحوه، وينقسم الناس، ويتبادلون الدفاع والهجوم، ويصلون إلى حد التلاسن، ويصمت صاحب الفعل، فهو فرح بما أنجز، وقد يظهر إذا اكتشف أن ردة الفعل قد تقوده إلى المساءلة القانونية، ويدعي أنه لا يقصد الإساءة، أو يُصبِّح على الناس في «تويتر» بتغريدة فيها دعاء أو نص قرآني، ويمسح تغريدته التي رفضت من الجميع!
الإخوان يريدوننا أن نتبع تفسيرات البنا وقطب والقرضاوي للدين، وهؤلاء المدعون الجاهلون الذين يتدثرون بألحفة التنوير والليبرالية العمياء يريدوننا أن نستغني عن مصادر الفقه والشريعة، ولم يتركوا مصدراً من مصادر السنة لم يطعنوا فيه، وهذا ربط ما بين الجهل وسوء القصد، ومن يريد أن يستوضح يرجع إلى تغريدة أحدهم حول مادة دستورية تتحدث عن دين الدولة، وهو الإسلام، قائلاً «إن الدولة لا تصلي ولا تحج ولا تصوم ولا تزكي، فكيف يكون لها دين؟!».
وهذا كلام نتوقف عنده لنكمل لاحقاً.