محميد المحميد: الجزيرة القطرية.. و«صناعة الخبر الكاذب»
أول السطر:
حزمة المبادرات السبع التي تقدمت بها جمعية التطوير العقاري البحرينية برئاسة المهندس عارف هجرس، من أجل تحفيز القطاع العقاري.. تستحق أن تكون ضمن مبادرات برنامج عمل الحكومة الموقرة، لما لها من فوائد كبيرة على الاقتصاد الوطني، والقطاع الاستثماري، وفتح فرص عمل نوعية للشباب البحريني، ودعم وتعزيز البيئة الخضراء.. أتمنى أن تنال المبادرات كل الرعاية والاهتمام، والتفاعل والتجاوب.
«الجزيرة القطرية»..
وصناعة الخبر الكاذب:
في كليات الإعلام وفي معاهد التدريب الصحفية المهنية يتم تعليم الدارسين فن «الخبر الصحفي»، كيفية صياغته وكتابته، محتوياته وأنواعه، وأهم العناصر الواجب الالتزام بها، وبدون تلك العناصر لا يسمى الخبر خبرا.. يمكن أن يسمى أي شيء آخر، إلا أنه لا يسمى خبرا.
لذلك فكتابة الخبر لها أصولها وشروطها وقواعدها، وللخبر أسئلة معروفة يجب أن يتضمن الإجابة عنها.. وكل طلبة السنة التمهيدية في أي كلية إعلام، أو الدارسين لمقرر الصحافة، يعرفون أن ذلك هو (ألف باء) الخبر.
«قناة الجزيرة القطرية» نسفت أصول وشروط كتابة الخبر الصحفي، وابتعدت عن المهنية، وتجردت من المصداقية، وانسلخت من الأمانة والموضوعية، وأصبحت أخبارها مجرد إشاعات وفبركات، وإثارة للفتن والمشكلات، وانتقائية مكشوفة، وازدواجية مقصودة.. فقد استبدلت فن «كتابة الخبر» إلى فن «صناعة الخبر».. ولكنه صناعة الخبر الكاذب والإشاعة.
«الجزيرة القطرية» لا تكتب خبرا، ولا تكتفي بنقل الخبر.. هي تصنع خبرا غير موجود.. تقوم بتأليف قصص وحكايات، وتنسج تصريحات وروايات، وتستجدي مواقف وبيانات، وتستضيف أشخاصا وجماعات ذات توجهات محددة، ثم تعمد إلى تسويق ونشر وتعميم الخبر المصنوع الكاذب، في قنوات تابعة لها، ومنابر تعمل معها، ومواقع وحسابات تخدمها وتدفع لها وتمولها.. وحينما يصل ذلك الخبر إلى أي مواطن، ومع تعدد مصادره وقنواته ووسائله، يترسخ في ذهن القارئ والمشاهد والمتابع أن الخبر صحيح وليس كاذبا، بل أن الخبر أطلق من قناة أو صحيفة أو موقع أجنبي، ثم قامت الجزيرة القطرية بنقله وبثه، وهي بعيدة عن صناعته، بل هي مجرد ناقل للخبر، وبذلك حتى ينطلي على الناس أكذوبة «الجزيرة القطرية».
وتأكيدا لذلك، فقد فضح أحد العاملين السابقين في القناة، أسلوبها ومنهجها، وكيف تتعاون قناة الجزيرة وأمن الدولة القطري وأجهزة المخابرات في نشر الشائعات، وقال في أحد الوسائل الإعلامية: «لقد شاركت في دورة تدريبية في قناة الجزيرة القطرية في يناير 2015 عن «إدارة المؤسسات الإعلامية»، وكانوا يؤكدون لنا أن إدارة المؤسسات الإعلامية يجب أن تكون متمرسة في «صنع الخبر» وليس نقل ما يحدث بالفعل من أحداث، وأنه يجب صنع الخبر في أحد الوسائل الإعلامية التابعة للمؤسسة، والتي لا يكون معلوما للعامة إنها تابعة لهذه المؤسسة، ثم القيام بنقل الخبر عدة مرات بين وسائل إعلام أخرى، ثم تبنيه كأنه حقيقة لا تقبل النقاش»…!!
هكذا تصنع الشائعات والأخبار الكاذبة في قناة الجزيرة القطرية.
آخر السطر:
الفنان أو الفنانة، المفترض أن يكون مثقفا وواعيا، وحينما يخرج للعلن ويمارس عملا خاطئا، ويتحدث بأسلوب سيء، عليه أن يتحمل النقد من الآخرين، أما أن يكون تبريره بعبارة: (والله ما كان قصدي، وأن الموضوع أصبح سياسيا).. فذلك جهل صريح، ولا ينبغي للفنان أن يكون جاهلا أو جاهلة.