دشنتا «مجلس التنسيق» بـ 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.. الكويت تكشف ماذا فعلت السعودية أمام “هجوم صدام حسين الغاشم”
توّجت أعمال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الكويتي ـــ السعودي بالتوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، إضافة إلى محضر أعمال الاجتماع الأول للمجلس، وهو ما من شأنه الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون الوثيق بين البلدين، ويعكس عزمهما على تطوير العلاقات الثنائية وتوطيدها في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
وترأس وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر وفد الكويت المشارك في أعمال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الكويتي ـــ السعودي الذي استضافته الرياض أمس، في حين ترأس الجانب السعودي وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان. ويأتي انطلاق هذا المجلس كثمرة لتوجيهات عليا من لدن سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد ــ طيّب الله ثراه ـــ وبمباركة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويحظى بعنايتهما ورعايتهما السديدتين تجسيداً وتحقيقاً للروابط المتجذرة والراسخة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.
ويهدف المجلس، الذي وقع محضر إنشائه في يوليو 2018، إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
صفحة جديدة
وألقى الناصر كلمة خلال الاجتماع أكد فيها أن مجلس التنسيق الكويتي ـــ السعودي يضيف صفحة جديدة، إلى ملحمة وطنية كبرى مشتركة بين البلدين الشقيقين.
وقال: العلاقات التاريخية الكويتية ـــ السعودية، الممتدة لقرون خلت، واجه فيها البلدان مشتركين التحديات والأزمات والمواقف، وكلها تقف شاهدة على متانة هذه العلاقة، وتجاوزها المفاهيم التقليدية لطبيعة العلاقات بين الدول المجاورة، إلى مفهوم الأخوة الحقيقية، وروابط القربى، ووحدة المصير المشترك، في خصوصية فريدة قلما يوجد لها نظير بين الدول، مشيراً إلى أن الاجتماع يأتي في إطار الرغبة المشتركة، لقيادتي البلدين، في دفع تلك العلاقات الى مجالات أرحب، مبنية على تعظيم المصالح المشتركة، وتعزيز التكامل على مختلف الأصعدة والميادين، ومنها المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، في اطار عمل مؤسسي، يضمن الاستمرارية والديمومة ويعزز الحوكمة والمهنية، ويضع آلة قياس موضوعية لمقدار التقدم المنشود.
وتابع الناصر: إن المجلس ينعقد بعد خمسة أيام فقط، من الزيارة الناجحة التي قام بها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة، في أول زيارة خارجية له، وذلك تلبية لدعوة كريمة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حيث عقدت المباحثات الثنائية بأجواء أخوية حميمية بين الجانبين عكست تطابقاً في الرؤى إزاء مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك، وتم فيها التأكيد على ضرورة العمل المشترك لتعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين في مجالات الاقتصاد والاستثمار وبما يعكس إمكانات البلدين ويخدم مصالحهما.
وقال الناصر: نحتفل هذا العام بمرور 30 سنة على تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم، حيث لعبت المملكة، الدور التاريخي والقيادي والريادي والمحوري في تحرير الكويت وعودة الشرعية إليها، علاوة على تسخير كل القدرات والامكانات والمشاركة الفعالة على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها لتحرير الكويت من الاحتلال، وبفضل وقفة الأشقاء والأصدقاء، وعلى رأسهم المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـــ طيب الله ثراه ـــ والقيادة السعودية وشعبها. هذا الموقف الذي تجسدت فيه مجدداً مصيرية العلاقة بين البلدين والقيادتين، سيظل محفوراً في ذاكرة الكويت وأفئدة الكويتيين إلى الأبد.
واستذكر ببالغ العرفان دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمدينة الرياض خلال فترة الاحتلال وتسخيره لكل الإمكانات من أجل استضافة أبنائه الكويتيين خلال تلك الفترة التي تترجم عمق هذه العلاقات والوشائج، مشيداً بالإنجازات العظيمة التي تحققها السعودية قيادةً وشعباً في كل المجالات.
وأشار إلى ما وصلت إليه مستويات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
الشريك التجاري الأول
تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى شريكاً تجارياً للصادرات الكويتية خلال الربع الأخير من عام 2020 بقيمة تفوق 670 مليون دولار أميركي، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين للعام الماضي ما يقارب مليارَي دولار أميركي. وبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في المملكة ما يفوق مليار وخمسمئة وستون دولار.
مجالات التعاون
- في مجال الشباب
- تشجيع الاستثمار المباشر
- في مجال التربية والتعليم
- التعليم العالي والبحث العلمي
- الرياضة
- في مجالات المقاييس الصناعية والجودة
وزير الخارجية السعودي: أمننا واحد.. ومصالحنا مترابطة
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن ما توليه القيادة من اهتمام بالغ لكل ما يدفع بالعلاقات الثنائية بين السعودية والكويت إلى آفاق أرحب، هو دليل على عمق هذه العلاقة التاريخية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والعلاقة المتميزة مع الشيخ مبارك بن صباح الجابر الصباح – طيب الله ثراهما – وصولاً إلى العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد.
وأشار إلى أن اجتماع لجنة التنسيق دلالة واضحة على الرغبة الصادقة من كلا البلدين لتطوير العلاقات وتنويعها، والسعي الدؤوب لتكريس التعاون الثنائي في شتى المجالات ذات المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة، مضيفاً: «ان أمننا واحد، ومصالحنا مترابطة، وأهدافنا مشتركة، ونعتبر تفعيل هذا المجلس عاملاً قوياً لرفع مستوى التنسيق، والتشاور القائم بيننا سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف تجاه مجمل القضايا التي تهم بلدينا في المنطقة والعالم، وهو ما سيدفع بقوة نحو تعميق ما يربط بلدينا من قواسم مشتركة».