أحمد الجارالله : إنجازات مصرية ـ سعودية تُبطل نعيق “الإخوان”
هل لا تزال جماعة “الإخوان” وكل من يدور في فلكها، من جماعات سياسية تراهن على كسر مصر، وإضعاف المملكة العربية السعودية، أم أنها اقتنعت باستحالة تنفيذ مشروعها بعد صفعة المتغيرات الدولية التي فرضت على تركيا التراجع عن موقفها التحريضي وخطب ود الرياض والقاهرة، وبالتالي فقدان هذه الجماعة الغطاء السياسي والمأوى الإعلامي؟
غبي من لا يدرك المؤشرات قبل الوقوع في المحظور، وأحمق من يتوهم أنه يستطيع إرغام الملايين على الخضوع له، لمجرد أنه أطلق شعاراً دغدغ مشاعر البعض في بلده الى حين، لكنه سقط عند أول امتحان، ومعتوه من يكرر التجربة ذاتها رغم فشلها، ومن حسن حظ المصريين أن هذه الصفات اجتمعت كلها بـ”الإخوان”، الذين مارسوا التضليل المكشوف عبر إعلامهم اللاجئ إلى تركيا وعند أول منعطف رمت به إلى سلة المهملات، لأن مصالحها أعلى شأناً من بضعة شعارات، ومعاركها مع دول”مجلس التعاون” ومصر لم تكن إلا محاولة لتعزيز دورها الإقليمي، لكنها أيقنت في نهاية المطاف أن الأحجام لا تقاس بالإرهاب والتخريب والحملات الإعلامية، إنما بالقدرة على ترسيخ الاستقرار والنهوض بالاقتصاد والمزيد من التنمية.
ثمة أبواق إعلامية “إخوانية” لم تلتقط الإشارات، لذلك لا تزال تمارس عهرها السياسي، أكان من تركيا أو من بعض الدول الأخرى، لكنها ليست مؤثرة حتى بالناس العاديين الذين تأخذهم العاطفة، بعدما رأوا ذلك التطور المذهل الذي حققته مصر في غضون ثماني سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتحسن الكبير بمؤشراتها المالية والاقتصادية،بشهادة مؤسسات دولية مرموقة.
كذلك الأمر بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي تعرضت طوال تلك السنوات لحملة تضليل شعواء من تلك الأبواق، وتركيز هجومها المباشر على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبث القصص والأخبار المفبركة ضده، فيما المملكة والأمير الشاب، كانا يسيران في طريق الإنجاز والتطور والانفتاح، بشهادة العالم أجمع.
لا يمكن للتضليل أن يغير الواقع، وقد قيل في الأمثال” إن الطلقة التي لا تقتلك تقويك”، فقد حققت مصر والمملكة ودول الخليج، بعدما تحررت من ربقة “الإخوان” خلال العقد الماضي، الكثير من الإنجازات الكبرى، ولم يكن لها أن تصل الى هذا المستوى لو كانت الجماعة فاعلة في مؤسسات الحكم وبيوته، أكان في العواصم الخليجية أو القاهرة.
كل هذا التقدم حققته مصر والسعودية بفضل إيمان شعبيهما بصوابية خيارات مؤسسات الحكم في البلدين، وهو ما لم تستطع أن تفت بعضده تلك الأبواق، لذلك كانت كل الدلائل تشير منذ البداية إلى أنها ستسقط في شر أعمالها، وهو ما نشاهده اليوم، لذلك ليتها تكون عبرة لغيرها من الأصوات الناعقة بالخراب إقليمياً، وتفك شعوب المنطقة من شرها.