سعيد الحمد : قاضي الموت يحكم إيران
تكاد المصادر على الشأن الإيران أن تجمع أن قاضي الموت «إبراهيم رئيسي» في طريقه لأن يصبح الرئيس القادم لإيران الملالي، فوفق التقارير والتحليلات ان رئيسي مدعوم بقوة دفع من خامنئي نفسه ومن كبار المتنفذين هناك.
واكتسب إبراهيم رئيسي لقب قاضي الموت وعرف بذلك عندما برز اسمه في «لجنة الموت» عام 1988م بوصفه أشرس القضاة الذين حكموا بالقتل الجماعي على السجناء السياسيين المعارضين للنظام.
حتى أن آية الله حسين منتظري نائب المرشد وهو الذي غيب قتلاً بالسم، انتقد وهاجم بشدة وبشكل شبه علني ابراهيم رئيسي لقساوة أحكامه وتعسفه ضد ضحاياه.
ولعل الرئيس الحالي لم يملك الشجاعة لانتقاد ترشح رئيسي «قاضي الموت» خشيةً من خامنئي والمتنفذين فلمح قائلاً «إن الشعب الايراني لا يقبل بمن لا يعرف سوى الإعدام لمدة 30 سنة».
وفي المقابل فإن مخابرات ما يُسمى بالحرس الثوري اتصلت بعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين وهددتهم حتى يكفوا عن نقد ابراهيم رئيسي وعدم التعرض بما يمس من سمعته في القضاء.
وقاضي الموت الذي ينحدر من مدينة مشهد يمتلك ثروة كبيرة لا سيما بعد أن عينه خامنئي عام 2016 رئيسًا للمؤسسة الخيرية «استان قدس رضوي» التي تتكلف بتسيير شؤون ضريح الإمام الرضا الذي برز بوصفه من أهم المواقع للزيارة بالنسبة للشيعة ويجذب الكثير من الأموال لهذه المؤسسة التي تمتلك عقارات وأراضي زراعية وشركات مختلفة كالبناء والسياحة وصناعة المواد الاستهلاكية، وتوصف أحيانًا بأنها أغنى من الدولة.
ومواردها بالقطع تحت تصرف ابراهيم رئيسي في الفترة من 2016 إلى 2019 وهي فترة يراها بعض المراقبين تكفي لأن يصبح رئيسي من أثرى أثرياء إيران.
ابراهيم رئيسي لا يُخفي تشدده إلى درجة التطرف في تمكين مشروع الحكومة الاسلامية العالمية الولائية ويذهب في ذلك مذاهب شتى، ما يعني أن تهيئة الطريق لوصوله للرئاسة قريبًا بمثابة إعلانٍ من رأس النظام خامنئي إن ايران ما عادت مضطرةً للعب تبادل الأدوار او لممارسة التقية السياسية، ما يثير قلقًا كبيرًا في الشارع الايراني الساخط أصلاً على التشدد والتطرف الحكومي الذي قاد أوضاعه الاقتصادية والحياتية إلى الحضيض والعدم.
فيما تقف فائزة ابنة هاشمي رفسنجاني الرئيس الأسبق وأحد أبرز أعمدة النظام الايراني يومًا، موقفًا سلبيًا من الانتخابات بقولها الحاسم «حتى لو فاز من يريده الناس فلن يسمحوا له بفعل شيء، فكل من سيأتي إلى الرئاسة ولا ينفذ أوامرهم سيتم تدميره لدرجة لن يبقى منه شيء»، وهذا تصريح يهاجم ايران من قلبها.
وحسب بعض المواطنين الايرانيين «فهذه الانتخابات تم هندستها ليفوز ابراهيم رئيسي» وعلى جانب بالغ الأهمية فإن عزوف قطاعٍ واسع من المواطنين في التصويت والانتخابات القادمة دق جرس الخطر مبكرًا، إلى درجة دفعت بالولي الفقيه إلى إصدار فتوى لفظية «من يقاطع الانتخابات فهو كافر».
وهو تهديد ووعيد بأن من لن يشارك ويصوت يعرض نفسه لعقوبة الكفر ويضعه أمام احتمالات محاكمته وحتى إعدامه بذريعة الكفر.
وبرغم كل ذلك مازالت التقرير الواردة من طهران تتوقع تراجع المشاركة إلى أدنى المستويات التي لم تشهدها انتخابات رئاسية ايرانية سابقة.