عباس شومان: حكومة إثيوبيا تسير على نهج أبرهة في أزمة سد النهضة
انتقد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، اللهجة التي تحدث بها الحاج عمر رئيس المجلس الأعلى الفيدرالي الإسلامي في إثيوبيا، عن مصر والسودان وفضيلة الإمام الأكبر ،شيخ الأزهروإمام المسلمين.
ووصف عباس شومان، في منشور عبر صفحته على فيس بوك، هذه اللهجة بأنها طريقة لا تليق بعالم يفتي الناس، فشيخ الأزهر يعرف النجاشي وعدله، وحدٌث الوفد الإثيوبي الذي زار مشيخة الأزهر قبل سنوات حين طفت أزمة سد النهضة على مسرح الأحداث، مذكرا بالعلاقات التاريخية بين المسلمين منذ صدر الإسلام وحتى وقتنا الحاضر.
وقال شيح الأزهر وقتها للوفد، كلمات تكتب بماء الذهب ومنها: لسنا ضد انتفاع إثيوبيا بماء النيل، ولكن ليس على حساب عطش المصريين.
وتابع شومان: هذه الزيارة كانت في رمضان، ولأن الوفد كان من المسلمين والمسيحيين الاثيوبيين أمر شيخ الأزهر بتقديم الماء على مائدة الاجتماع، وسؤال الضيوف إن كانوا يريدون مشروبا من الشاي أو القهوة ؟ إلا أنهم رفضوا احتراما لمشاعر الصائمين، وهكذا يجب أن تكون أخلاق العلماء ياحاج عمر، فليس مطلوبا ولا مقبولا من إمام المسلمين التفريط في حق بلاده التاريخي، وليس مقبولا ولا مطلوبا من فضيلته دعوة قيادة بلده ولا قيادة السودان إلى غض الطرف عن الاستفزازات الصادرة عن حكومة بلادك.
وأكد أن النيل الذي ينبع من بلادكم على حسب زعمك ليس ملكا لكم، وعليك أيها المفتي أن ترجع إلى كتاب ربك لتجد الرد في قرآن تحفظه :(أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) فهل أنزل ربنا ماء النيل الذي يجري في عدة دول دون سعي ولا إذن منكم منذ عرفت الأرض ماء النيل لكم ياحاج عمر تمنون به على من تشاؤون وتمنعون آخرين؟! .
وتابع شومان: نعم كان النجاشي الذي تعيشون على أرضه عادلا، ولكن حكومتكم ليس حكومة النجاشي، وهي ليست على سيرته، بل هي على سيرة جدكم أبرهة الذي حاول هدم الكعبة ،فأثبتوا أنكم أبناء النجاشي وليس أبرهة، وأعلنوا حق مصر والسودان فعلا لا قولا، وأعلن أنت أنك حفيد النجاشي وأثبت أنك عادل مثله.
واسترسل وكيل الأزهر السابق: فوجه قولك لحكومتك الظالمة ،وليس لمصر ولا للسودان ولا لشيخ الأزهر ، ولتعلم ياحاج عمر أن الحق أحق أن يتبع ، وإن كنت تعلم شيئا عن تاريخ مصر ، فأنت تعلم حتما أنها ستحمي حق شعبها الحاضر وأجياله المقبلة في ماء النيل الذي وهبه الله لهم ولدولهم الذي نبع منها والذي يمر فيها ومنها مصر ، نهاية رحلته ومصبه ، وإن كنت لاتعلم فلتعم أن الأيام حبلى ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.