العرب والعالم

تطلّع صيني إلى منافسة الولايات المتّحدة على فرص الشراكة مع السعودية

مباحثات رسمية جمعت وزير الخارجية السعودي بنظيره الصيني تناولت العلاقات الاستراتيجية والشراكة الوثيقة بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.

يتيح تنافس القوى العالمية الكبرى على النفوذ في المنطقة للمملكة العربية السعودية فرصة إحداث توازن في علاقاتها مع تلك القوى وتقليل فرص شريكتها التقليدية الولايات المتّحدة في الضغط عليها وفقا لمزاج الإدارات التي تتعاقب على حكمها.

وتمتلك المملكة من المكانة السياسية في منطقتها ومن المقدّرات الاقتصادية والمالية ما يغري شركاء دوليين وازنين من حجم روسيا والصين اللّتين قطعت السعودية بالفعل خطوات متفاوتة في توثيق الشراكة مع كلّ منها ولا تزال تعمل على دعمها وتوسيع مجالاتها.

وغير بعيد عن هذا السياق عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الصيني وانغ يي جلسة مباحثات رسمية على هامش مشاركتهما في المؤتمر الدولي لآسيا الوسطى وجنوب آسيا الذي انطلقت أشغاله الجمعة في العاصمة الأوزباكستانية طشقند، حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس أن الجانبين بحثا “أوجه العلاقات الاستراتيجية والشراكة الوثيقة بين البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات بما يخدم المصالح المشتركة، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز التنسيق الثنائي على كافة الأصعدة”. كما تطرقت المباحثات بحسب الوكالة إلى “أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وما كان لافتا في الموقف الصيني الصادر بمناسبة لقاء الوزيرين الرسائل غير المباشرة التي وجّهتها بكين لواشنطن بشأن العلاقة مع الرياض، عندما عبّرت الخارجية الصينية عن معارضتها “للقوى الخارجية التي تشير بأصابع الاتهام إلى السعودية تحت راية حقوق الإنسان والديمقراطية”.

وتشير العبارة الأخيرة إلى الضغوط التي حاولت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسليطها على السعودية باستخدام ملفات حقوقية على رأسها قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي قبل سنوات في قنصلية بلاده بإسطنبول.

لكن سياسة بايدن لم تقتصر على تلك الضغوط الشكلية فحسب وإنما تضمنت تراجعا جزئيا عن التزامات أساسية أميركية تجاه السعودية بما في ذلك مساعدتها على حماية مجالها ضدّ تحرّش أذرع إيران في المنطقة بها وتحديدا الحوثيين، حيث أوقفت الولايات المتّحدة بعض إمدادات السلاح الهجومي للمملكة وسحبت معدّات دفاع جوّي من الأراضي السعودية.

وقال وزير الخارجية الصيني إثر لقائه بنظيره السعودي إنّ بلاده تولي الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا، وترغب في أن تكون صديقا وفيا للرّياض وموثوقا به على المدى الطويل.

وتوجه بالشكر للمملكة على تفهمها ودعمها للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية. وذكر أن بلاده تدعم السعودية بقوة في حماية سيادتها وأمنها وتعارض القوى الخارجية التي تشير بأصابع الاتهام إليها تحت راية حقوق الإنسان والديمقراطية وتتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

كما تعهّد بأن تواصل بكين تقديم المساعدة للرياض في مكافحة جائحة كورونا ودعم رؤية السعودية 2030 ومبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وتعزيز التعاون بين الصين والمملكة في مجالات مثل الطاقة والاستثمار والتمويل، والمساعدة في تحقيق التنمية المتنوعة للاقتصاد السعودي، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل بشكل وثيق مع السعودية لضمان الانعقاد السلس للقمة الصينية – العربية ونجاحها.

كما ذكر الوزير الصيني أنه يثق بأن السعودية كقوة مهمة في العالم الإسلامي يمكنها أيضا تقديم مساهمات إيجابية في التسوية السياسية للقضية الأفغانية.

وأكّد تفهّم بلاده لشواغل السعودية بشأن الأمن الإقليمي واستعدادها للحفاظ على التواصل معها بشأن هذه القضية وبذل جهود مشتركة لتشجيع دول الأسواق الناشئة على لعب دورها في الحوكمة العالمية وتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية وعملية التعددية القطبية في العالم.

ومن جانبه وصف الأمير فيصل الصين بالشريك القوي لبلاده، مؤكّدا دعم السعودية القوي للصين في القضايا المتعلقة بسيادتها.

*العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى