منى بوسمرة : «معاً – أبداً» اطمئنوا
أعادت زيارة محمد بن زايد إلى السعودية أمس ولقاؤه محمد بن سلمان التأكيد على ثوابت العلاقة الاستراتيجية والشراكة القوية بين البلدين، وأن أحداً لن ينال منها، وأن ما اعتبره البعض خلافاً علنياً نادراً بين البلدين حول سياسة الإنتاج بين تحالف منظمة أوبك ومنتجين خارجها المعروف باسم «أوبك بلس»، ما هو إلا تجليات علنية لصلابة العلاقة ومقاومتها لأي تأثيرات.Volume 0%
ويتجاهل البعض بغباء أن تلك العلاقة ترسخت وتجذرت عبر عقود من العمل المشترك، وصار ما يجمع البلدين أكثر مما يعرفه هؤلاء، حتى تحولت إلى علاقة عضوية، وأن النقاشات وتداول الآراء هي سبب وجود المنظمة، والخلاف الذي روج له البعض، لم يكن بين الإمارات والسعودية، بل خلاف بين 23 دولة، حاول البعض تصويره وحصره على أنه خلاف إماراتي سعودي.
لا جديد باختلاف الآراء في أوبك منذ تأسست في بغداد العام 1960، وفي السنوات الأخيرة تحالف «أوبك بلس»، وهذا ليس أمراً نادراً، بل أمر طبيعي في تجمع دولي بهذا الحجم مثل أي منظمة دولية أخرى، كونها في كثير من الحالات خلافات فنية مرتبطة بقدرات الإنتاج لكل دولة والوضع في السوق العالمية والأسعار فتتعدد الآراء وتتنوع، ولا ترتبط بالضرورة بمواقف أو ملفات سياسية.
ما اتضح في بيان أوبك أول من أمس بعد التوافق على زيادة الإنتاج وآلياته وسياساته، أن هناك توافقاً تاماً بين الإمارات والسعودية على سياسة الإنتاج وفي الحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين، وضمان استقرار السوق العالمية لتجاوز آثار الجائحة الفيروسية. بل إن الاتفاق منح الإمارات والسعودية وخمس دول أخرى تعديلاً بزيادة خط الإنتاج المرجعي، بمعنى أن استجابة المنظمة لطلب الإمارات في هذا الإطار حققت منفعة إضافية لدول عدة من بينها السعودية.
والحقيقة التي عبر عنها ضمنياً وزير الطاقة سهيل المزروعي أن استراتيجية العلاقة بين الإمارات والسعودية هي التي قادت توافق 23 دولة على سياسة الإنتاج الجديدة.
والحقيقة الأوضح أن زيارة محمد بن زايد، أكدت على قوة هذه العلاقة، وأنها أكبر وأهم علاقة ثنائية عربية، بل إنها حاجة قومية في ظل أزمات الإقليم، فجاءت الزيارة لتعلن من جديد ديمومة التعاون الاستراتيجي وقوة الشراكة لما فيه خير البلدين والمنطقة، وتمنحه قوة إضافية، وتقول لشعبي البلدين اطمئنوا.
نعم، لقد بثت الزيارة ثقة وطمأنينة تردد صداهما لدى شعبي البلدين عبر سيل التغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن ذلك إلا النبض الحي عن الشعار الدائم لهذه العلاقة «معاً – أبداً»، واعتباره بطاقة معايدة لكل إماراتي وسعودي.
كل عام وأنتم بخير، وبلدانا أكثر رفعة وعزة ومنعة.
*رئيس التحرير البيان