محمد يوسف : رسائل القراصنة
رسائل عدة تبعث بها إيران عشية تنصيب رئيسها الجديد، فالعبث الذي حدث يوم أول من أمس ضد الملاحة الدولية يحمل الكثير من الإشارات إلى الجميع، فهذه قضية متعددة الأطراف، وشديدة الخطورة، على المنطقة أولاً، وعلى إمدادات الطاقة وخطوط التجارة الدولية ثانياً.Volume 0%
تغير الرؤساء في إيران لا يعني شيئاً، فالحاكم الآمر الناهي والمخطط لكل ما يحدث لا يتغير، وأدواته المنفلتة في البحار المحيطة بنا أو تلك المنتشرة في الشريط الشمالي والجنوب، تحت طوعه، يحركها كيف شاء ومتى شاء، والأعداء هو يصنعهم وكذلك الأصدقاء، وسواء أكان روحاني رئيساً أم كان رئيسي، هما وجهان لعملة واحدة، ومسرحية المحافظين والمتشددين والإصلاحيين، انتهت فصولها إلى نتيجة واحدة، وهي أن النهج الذي بنيت عليه فكرة الدولة الدينية القائمة على المذهبية والمسنودة بقومية حاقدة، هو السائد، فالعمائم تتبع المدرسة نفسها ولا تخرج عن المسار المرسوم لها.
سفينة تضرب بطائرة مسيّرة، وسفينة تخطف في عرض البحر، مع تنصيب الرئيس الجديد، بلا شك لها أهداف أكبر من هذه النظرة الضيقة التي تنظر بها الدول الكبرى للاعتداءات الأخيرة، وللأسف تلك الدول لا تهمها كثيراً القوانين الدولية، ولا تلتفت إلى الأضرار التي تلحق بالآخرين، هي لها حسابات أخرى، جعلت روسيا تطالب بدليل على أن من ضرب السفينة الأولى كانت إيران، وهي سبب صمت الصين؛ لأنها أكبر مستفيد من اشتعال الأزمات.
حيث تنفذ من خلالها لتحقيق مكاسب جديدة على الأرض، أما الولايات المتحدة فهي منشغلة بتجميع الإدانات، فهذا أقصى رد للرئيس المتردد جو بايدن، وأوروبا هي أوروبا، تهمها العقود المتوقعة لتحافظ على رفاهيتها، وليذهب العالم كله إلى الجحيم ما دامت الأضرار بعيدة عنها.
تعرف إيران أنها تعيش في عالم مخادع يبحث عن مصالحه، لهذا تعبث، وترسل رسائلها عبر عمليات إرهابية تنشر رعباً في منطقة حيوية، وتنتظر إجابات سرية عن هذه الرسائل!