أحمد الجارالله : عصابات طهران… مُخرِّبون منهزمون
هل ستكون لدى المبعوث الأممي الرابع المعيَّن أخيراً السويدي هانس غروندبرغ إلى اليمن قدرة أكبر على حل الأزمة من سابقيه؟
الإجابة، وعملاً بالمثل العربي “المكتوب يُقرأ من عنوانه”، جاءت من جماعة الحوثي العميلة لإيران التي ردت على هذا التعيين بإرسال مسيّرتين مفخختين إلى مدينة خميس مشيط السعودية.
في الحقيقة، ليست الأزمة بين السعودية والحوثيين، فالمملكة تواجه حرباً بالوكالة مع إيران، وهو ما يعرفه المجتمع الدولي، لكنه يشيح بوجهه عن مواجهة الخطر الذي يتهدد أهم منطقة عالمياً من حيث الإمدادات النفطية، وبالتالي فإن الحل لن يكون بالأمنيات أو التعهدات المسبقة التي سرعان ما تنكثها إيران بإصدارها أوامر القصف من صنعاء المحتلة على السعودية.
الحل يبدأ من اعتراف الأمم المتحدة بأن لا علاج للمشكلات التي يتسبب بها نظام الملالي إلا بقوة ضغط دولية هائلة من الخارج، ودعم أممي للشعب الإيراني الذي ينتفض يومياً على حياة البؤس التي أوصلته إليها طغمة لا تزال تعيش في كهوف العصور الوسطى، وترى أنها قادرة على تطويع العالم بالإرهاب، فما تصدت له السعودية حتى اليوم فاق 550 طائرة مسيّرة و370 صاروخاً باليستياً، كلها استهدفت المدنيين والآمنين، بل وصلت إلى حد قصف الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يدل على أن ذلك عمل إرهابي ممنهج ومستمر منذ مارس العام 2015، فيما يكتفي المجتمع الدولي بالإدانة، التي لن تهز شعرة في رؤوس حكام إيران المتمرسين بالقتل والتعذيب.
نعم، هؤلاء لا يعرفون غير التخريب، ولنا في ما يجري في لبنان والعراق، وحتى الأرجنتين وفرنسا والولايات المتحدة عبرة لعدم المراهنة على إعادة إيران دولة قوية اقتصادياً وفاعلة إقليمياً ودولياً، كما كانت في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، فذلك ضرب من المستحيل، بل إن أي مفاوضات مع نظام الملالي ليست أكثر من جرعات أوكسجين لإطالة مدى تخريبه وعبثه بالأمن العالمي.
ربما على الأمم المتحدة مراجعة الحقائق والوقائع التي كشفت عنها الأحداث والوثائق الرسمية المنشورة في الصحافة الدولية عن التعاون الوثيق بين “القاعدة” وإيران، ورعاية الأخيرة لهذه الجماعة، إضافة إلى رعايتها جماعة “داعش” على غرار ما تفعله مع بقية الإرهابيين، مثل ما يسمى “أحزاب الله” في لبنان والعراق وسورية، وغيرها من العصابات التخريبية المنتشرة في أكثر من 20 دولة.
صحيح أن هؤلاء يمكنهم التخريب لكن هذا لن يمكّنهم من الانتصار على العالم الذي لن يسمح في أي لحظة من اللحظات بوجود كوريا شمالية ثانية تزعزع الاستقرار العالمي، بل إن إيران في ظل وجود هذه المعارضة الكبيرة والفاعلة أقل قدرة على الصمود بوجه الثورة الداخلية المطلوب دعمها فعلياً من المجتمع الدولي.