فريد أحمد حسن : الذراع الإعلامي السري لطالبان
من الأمور المثيرة للسخرية قول قناة «الجزيرة» خلال تغطيتها تطورات الأحداث في أفغانستان عند دخول قوات طالبان إلى العاصمة إنها «الوحيدة» التي «تمكنت» من دخول القصر الرئاسي لحظة دخول زعماء تلك القوات إليه، أو إنها «تمكنت» من الوصول إلى هذا المكان أو ذاك في هذا البلد، أو إنها «حظيت» بأول مقابلة مع هذا المسؤول أو ذاك من هذه الحركة، ذلك أن العالم كله يعرف توجه هذه القناة وعلاقتها بطالبان والامتياز الممنوح لها من قبل الحكومة القطرية التي عملت طويلاً على تمكين هذه الحركة وصرفت الكثير لتصل إلى ما وصلت إليه. على الأقل من باب مؤتمرات «المصالحة الأفغانية» التي ظلت تعقدها في الدوحة وكأنها المسؤولة عن الأفغان.
وصول مراسلي «الجزيرة» إلى أي مكان في أفغانستان وتمكنهم من الظفر بإجراء حوار في أي وقت مع أي مسؤول في حركة طالبان وحصولهم على الأخبار قبل غيرهم أمر طبيعي.
الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد هي أن قطر و «الجزيرة» كان لهما الدور الأساس في تمكين طالبان من أفغانستان، والتقدير أن طالبان ما كان لها أن تحقق ما حققته من دون المال القطري ومن دون دعم «الجزيرة» التي وظفت كل خبراتها وقدراتها الإعلامية لهذه الغاية. لذا من الطبيعي بل من الطبيعي جداً أن تعلم هذه القناة بما سيحدث هناك قبل أن يحدث بوقت طويل وتقابل من تريد.
المتابع لقناة «الجزيرة» في الفترة قبل تمكن طالبان من دخول كابل وخلال دخولها وإلى اليوم لا بد من أن يصل إلى حقيقة مفادها أن هذه القناة عامل من عوامل تمكين طالبان وأنها ستقوم بدور أكثر خطورة في الفترة المقبلة.
تمكن طالبان من أفغانستان سيؤدي تلقائياً إلى تمكن «الجزيرة» من التأثير في كثير من الأحداث، وهذا وذاك سيغريان قطر للتدخل في شؤون دول أخرى، وخصوصاً مع اعتماد الولايات المتحدة نهج غض الطرف عن الذي يحدث في المنطقة.