متابعات

متحدث جبهة تيجراي : نواجه إبادة جماعية ونهدف للتخلص من آبي أحمد

اندلع الاقتتال الداخلي في إثيوبيا، قبل 10 أشهر، بين القوات الفيدرالية الإثيوبية، بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد، والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

نتيجةً لهجمات قوات آبي على الإقليم، لقي الآلاف مصرعهم وأجبر أكثر من مليوني شخص على الفرار من ديارهم. وامتد القتال في يوليو من تيجراي إلى مناطق أمهرة وعفر المجاورة في شمال البلاد أيضًا.

وأجرى الإعلامي نشأت الديهي، مقدم برنامج «بالورقة والقلم»، المذاع على فضائية «TeN»، حوارًا عبر الهاتف مع المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاشيو رضا، كشف خلاله الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الإثيوبي على يد قوات آبي أحمد، وحقيقة تخطيطهم للانفصال عن الدولة الإثيوبية… وإلى نص الحوار:

حدثني عن الخطة التي وضعتموها لإعادة الأمور إلى نصابها داخل إقليم تيجراي خلال الفترة الماضية، حدثني عن الوضع داخل جبهة التحرير، حدثني عن الموقف العسكري داخل الحركة الآن؟

هناك صراع قائم مع آبي أحمد كما تعلم منذ شهر يونيو، وقمنا ببعض العمليات الهجومية القتالية في إقليم تيجراي، ضد قوات آبي أحمد هناك، وأصبحنا نسيطر على أجزاء كبيرة من المنطقة بالنسبة لنا، بالتالي يجب أن نتخذ تلك الخطوات وتلك الإجراءات لإعادة السيطرة مرة أخرى على المنطقة؛ لأنها تعود للجزء الأم لإقليم التيجراي، ونستمر أيضًا في العمل على استعادة المنطقة، لدينا أيضًا العديد من الاتصالات في الإقليم، وبالتالي لن تسيطر هذه القوات التابعة لآبي أحمد على المنطقة مرة أخرى، نسعى بكل قوة من أجل إعادة السيطرة والاستحواذ على المنطقة.

حدثني عن انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها آبي أحمد وقواته في قرى ومدن التيجراي خلال الفترة الماضية التي أزعجت العالم كله، والقوى الدولية التي وجهت أكثر من إنذار لآبي أحمد خلال الفترة الماضية؟

نعم تستهدف قوات آبي أحمد المدنيين في الإقليم والكثير من النساء، تعرضنا لهذه الانتهاكات الصارخة من جانب قوات آبي أحمد، وقاموا أيضًا بتدمير القرى والمنازل، والأراضي الزراعية والمحاصيل، هم يريدون أن يحدثوا نوعًا من المجاعة لسكان الإقليم، من أجل إخضاع الإقليم لسيطرة الجبهة، لقد دمروا قرى ودمروا كما قلت بيوتاً ومنازل. دمروا كل شيء في الإقليم للأسف الشديد هنا، ومن خلال التعاون مع شركائنا نحاول إيقاف كل هذا الدمار الذي أحدثه في البنية التحتية وتدمير حياة المواطن، هذا يصبح هو ما نطلق عليه هنا إبادة جماعية.

حدثني عن دور إريتريا وأسياس أفورقي في ما يجري في التيجراي الآن؟

هم جزء من هذا الانقسام، أكثر من 70 % من هذه القوات تابعة لإريتريا، وأيضًا مع القوات التابعة أيضًا لآبي أحمد، هم لا يستطيعون مواجهة هذه الهجمات التي نقوم بها، وحدثت الكثير من هذه الانتهاكات وهذه الانقسام في الماضي، ولكن هم في الجزء ربما الغربي من تيجراي، ولكن هذا يتم أيضا من جانب قوات آبي أحمد.

حدثني أيضًا عن علاقتكم كجبهة تحرير التيجراي مع قوات عفار والصومال وبني شنقول حيث حدثت كثير من المناوشات خلال الفترة الماضية، حدثني عن علاقتكم بهذه الأقاليم؟

ليست هناك كثير من هذه المناوشات، ربما كان في الماضي مع بعض الجماعات الصومالية، ثم حدث تقدم بعد ذلك ولكن بعد انتهاء هذه الموجات من الخلافات ونشوب العمليات كانت هناك بعض الجماعات ربما الصغيرة من جانب القوات الصومالية، ولكن نستطيع إزالة آبي أحمد وقواته من منطقة تيجراي من خلال الآلاف من عناصر الجبهة والأحرار، لكننا مستعدين للعمل مع الجميع من أجل تحرير تيجراي، ولكن كل هؤلاء الناس يعانون الآن معاناة كبيرة من انتهاكات آبي أحمد وقواته.

هل من ضمن أهدافكم الوصول إلى العاصمة أديس أبابا؟

الهدف الأول هو التخلص من هذه التهديدات والانتهاكات التي يحدثها آبي أحمد لقوات الإقليم وللمدنيين، يجب أن نضمن عدم عودتهم مرة أخرى، وأن نزيح هذه القوات ونطردها بالكامل، ثم نستمر في اتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة للحفاظ على الإقليم واستقراره بعد ذلك.

هل لديكم نية للانفصال عن الدولة الإثيوبية وإنشاء دولة باسم تيجراي كما يقول البعض؟

لا ليس هذا في أهدافنا عملية الانفصال أو الانقسام، ولكن هدفنا هو رفع هذه المعاناة عن المواطنين وعن المدنيين وعن سكان الإقليم لما يلاقونه من أهوال، ومن انتهاكات من جانب قوات آبي أحمد في المنطقة أو في الإقليم، هناك الكثير من هذه الأعمال وهذه الانتهاكات، نحن في موقع صد كل هذا ومنع هذه الخطة العدوانية، وتحقيق الاستقرار والاكتفاء لسكان الإقليم، ولكن لا ننوي الانفصال وليس من أهدافنا هذا.

التيجراي حكمت إثيوبيا لمدة 30 عامًا، هل تنوون الوصول للحكم أو تهدفون إلى الوصول للحكم مرة أخرى عبر إزاحة آبي أحمد؟ أم يمكن التعاون معه مرة أخرى؟

النقطة الهامة بالنسبة إلينا هو استقلال هذا الإقليم وإيقاف المعاناة التي يواجهها السكان في الإقليم، وبالتالي يجب عودة ونزوح هذه القوات وطردها أيضا من الإقليم، هذه المرحلة التي نفكر فيها الآن، ولكن ليس بالاستيلاء على السلطة أو العودة لها كما قلت.

آبي أحمد يتحدث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم جبهة تحرير تيجراي، وفي مقابل ذلك يطلب دعمًا من بعض القوى المناوئة للولايات المتحدة مثل روسيا والصين، كيف ترى هذا الصراع وهذا الدعم الدولي لما يجري داخل إثيوبيا؟

نحن تحت حصار مرير هنا، وبالتالي هم بهذا الأمر ربما يضعون ضغوطات على آبي أحمد، ولكن لا يقدمون لنا الدعم بقدر ما يقومون بالضغط على آبي أحمد، لأنه غير مقبول في عقيدتنا أن نعتمد على أي قوات خارجية، نحن نتحدث عن عمليات الإبادة التي تحدث في الإقليم من جانب قوات آبي أحمد، هذه حملة إبادة حقيقية تتم في الإقليم، ومن ثم نحن تحت حصار، كيف نستطيع أن نتواصل مع العالم الخارجي طلبًا لهذا الدعم أو الوصول إلى أي دعم من قوات خارجية، ونحن نعاني من هذا الحصار، وبالتالي نحن لا نحصل على أي دعم على الإطلاق من أي قوة خارجية كما يدعون، سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها، ولكن سنقاتل وسنستمر في القتال. كل ما نحتاجه دائمًا هو السلاح من أجل طرد هذه القوات وآبي أحمد ودحره وهزيمته.

هل تقبلون وساطة الاتحاد الأفريقي مثلًا أو وساطة الاتحاد الأوروبي أو وساطة بعض دول الجوار للجلوس مع آبي أحمد أم أن هذا الأمر منته؟

لقد أعلنا بوضوح أننا لا نقف ضد أي عملية تفاوض، لكن دون أن يفرض علينا أي شيء ضد رغبتنا وضد إرادتنا، نحن لدينا الرغبة الحقيقية في التعامل سواء مع الاتحاد الأفريقي أو الاتحاد الأوروبي أو أي دول جوار من أجل حل الأزمة، ولكن إن تحدثت عن الاتحاد الأوربي، فأين الدور الذي يقدمونه للتيجراي هم لم يقدموا أي دعم أو أي رغبة أيضا في الدخول كوسيط من أجل حل الأزمة، وبالتالي كل هذه الظروف وعدم الضغط على آبي أحمد، هو من سمح له بأن يشن هذه الحملة من الإبادة التي تحدث والمجازر التي تحدث لسكان وأهالي التيجراي، وبالتالي نحن نطلب ونطالب المجتمع الدولي بالاستمرار في ممارسة الضغوط على آبي أحمد.

دور إقليم الأمهرة وجبهة تحرير الأمهرة وميليشيات الأمهرة في دعم آبي أحمد للقيام بهذه العمليات المنافية للإنسانية داخل إقليم التيجراي من عمليات اغتصاب للنساء والقصر والأطفال والقتل خارج القانون، كل هذه العمليات التي هزت ضمير المجتمع الدولي؟

هم يسعون للحصول بالقوةٍ على أراضي إقليم تيجراي، وهم يسعون أيضًا ويشاهدون هذه الجرائم التي ترتكب من جانب آبي أحمد، ويساعدونه وهم جميعًا مسؤولون عن هذه العمليات، وآبي أحمد في المقام الأول. هم يريدون الاستيلاء على هذ الأرض وبالتالي هم يتعاونون لتحقيق هذا الهدف مع آبي أحمد وقواته، وهم مسؤولون أيضًا عن هذه الانتهاكات كما قلت.

حدثني عن رؤيتك للداخل الإثيوبي، هل يمكن أن تستقر الأوضاع وتهدأ الأوضاع؟ ومتى وكيف؟

أعتقد أن هذا سيتطلب ويحتاج إلى فترة طويلة من الوقت، وكما تعلم الاقتصاد الإثيوبي يعاني بشكل كبير من حالة من التدهور، وبالتالي هناك من ينتظرون أن ربما يطعمون عائلاتهم ويجدون الطعام من أجل طعام أطفالهم، وبالتالي حدثت كل هذه الخلافات وهذا التدهور للأوضاع الاقتصادية في البلاد؛ نتيجة هذه السياسات الخاطئة، وبالتالي وصل إلى أدنى درجات من التدهور وأصاب قلب الاقتصاد حقيقة وعمودها الفقري، آبي أحمد ليست لديه رغبة في حل هذه المشكلة أو إيجاد حلول لهذه المشكلة أو الاهتمام باقتصاد إثيوبيا، وبالتالي الاقتصاد الاثيوبي يعاني معاناة كبيرة في هذا الشأن.

هل هناك تفسير للعلاقة بين أسياس أفورقي وآبي أحمد من منهم يقود الآخر؟ وهل يمكن أن ينتج هذا اتحادًا كونفدراليًا بين إريتريا وإثيوبيا؟

ربما هناك بعض الأقاويل أو الحديث عن اتحاد فيدرالي بينهم يتحقق أو لا يتحقق، نحن هدفنا ليس هذا التحالف أو غيره أو تعاون، نحن هدفنا هو حماية شعبنا وحماية الإقليم وحماية حياة الناس ومعيشتهم، ومنع هذه العمليات من الإبادة التي ستدمر شعب تيجراي بصرف النظر هناك اتحاد أو فيدرالي أو غيره ما بين أفورقي وبين آبي أحمد.

هل يمكن أن يكون هناك إلقاء أو تسليم سلاح جبهة تحرير تيجراي كأحد الحلول للوصول إلى حالة من السلم بين آبي آحمد وبين إقليم تيجراي؟ هل يمكن أن تسلموا سلاحكم كأحد الحلول؟

نحن لا أعتقد أننا سنفعل ذلك، وضد عملية نزع هذا السلاح من قوات جبهة تحرير التيجراي.

تحدثت كل دول العالم تقريبًا عن فظائع ضد حقوق الإنسان التي جرت على أرضكم في تيجراي، وفي أكثر من مكان في إثيوبيا، يمكن أن توجه رسالة للعالم من خلال منبرنا الإعلامي عما يجري من انتهاكات حقوقية داخل إقليم التيجراي الآن، وما يجري أيضًا في مخيمات اللاجئين التيجراي خارج الحدود الإثيوبية؟

رسالتي إلى العالم.. أنتم تشاهدون بأم أعينكم ما يحدث من جرائم بشعة، ومن انتهاك لحقوق كان يجب أن تمارس ضغوط كبيرة على آبي أحمد من أجل منعه من الاستمرار في هذه الممارسات غير الإنسانية، ومنع هذه الإبادة الجماعية والمجازر، ونناشد المجتمع الدولي أن يضافر جهوده من أجل مزيد من الضغط على آبي أحمد، ولكن هناك من يربحون ملايين الدولارات من تجارة السلاح، ولكن يجب أن يكون ضغط حقيقي وليس صوريًا على آبي أحمد لمنع الاستمرار في تلك المذابح والمجازر التي ترتكب ضد الشعب في تيجراي، ومنع أي مساعدات ومنع أي دعم يقدم لآبي أحمد ضد سكان الإقليم، هذه هي ما أبعث به من رسالة إلى المجتمع الدولي، والضغط أيضًا من العالم العربي، ربما آبي احمد أحيانًا يتلقى دعمًا من بعض الدول العربية، وهذا ليس من الأمور الصائبة؛ لأنه في النهاية هم يساعدون ولو بشكل غير مباشر آبي أحمد في ارتكاب هذه المجازر.

سؤال يبدو بسذاجة: يتساءل البعض ربما من زخم ما يجري عن أسباب الخلاف والنزاع بين جبهة تحرير تيجراي وبين آبي أحمد من حيث المبدأ؟

سبب هذا الصراع أن آبي أحمد يريد السيطرة على كل شيء في المنطقة، يريد السيطرة على الإقليم لا يريد غيره أن يتخذ أي قرارات، وبالتالي لأجل دعمه في الانتخابات لا يقوم بالحكم العادل لكل الأقاليم هنا في إثيوبيا، وهذا على مدار فترة طويلة، وأيضًا ليست هناك حقوق ديمقراطية، ليست هناك ممارسة حقيقية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وبالتالي نحن نرفض أن نستمر كعبيد تحت هذه السياسات غير الإنسانية التي يمارسها آبي أحمد، ويستعبد سكان الإقليم وغيرهم.

آبي أحمد فاز في الانتخابات الأخيرة، ألا تمثل هذه ديمقراطية؟ ولا تنسى أنه يحوز جائزة نوبل للسلام، فهذا يمثل له رصيدًا عندما يتحدث عن السلام والديمقراطية، آلا ترى ذلك؟

الانتخابات كانت أضحوكة حقيقية كما تمت، ونحن لا نصدق هذه النتائج، وهذه كما قلت كانت لعبة وكانت أضحوكة عندما نتحدث عن الممارسة الديمقراطية في العملية الانتخابية لم يحدث ذلك على الإطلاق.

وما تعليقك على حمل آبي أحمد جائزة نوبل للسلام؟ ماذا تقول لمن منحوه هذه الجائزة؟

إنها مزحة، مزحة كبيرة جدًا، حقيقة ربما أو نكتة وليست حقيقة أو واقعًا، فهو مجرم وقاتل وسفاح، فكيف يفوز بجائزة نوبل للسلام؟ ولذلك هي مزحة كما أقول أن يفوز بهذه الجائزة وهو قاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى