آبي أحمد في رسالة مفتوحة إلى بايدن: سياسة أمريكا الأخيرة ضد إثيوبيا تتجاوز المخاوف الإنسانية
وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الجمعة، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، تتناول ما ترتكبه قوات إقليم تيغراي في حق شعبه.
وقال آبي أحمد في مستهل رسالته لبايدن، التي نشرها بالإنجليزية عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: بينما أكتب هذه الرسالة المفتوحة إليكم، فإنها تأتي في وقت يتعرض فيه المدنيون الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال والفئات الضعيفة الأخرى في منطقتي عفار وأمهرة للتشريد العنيف، وتعطل سبل عيشهم، وقتل أفراد أسرهم وسلب ممتلكاتهم أيضا عن قصد من جانب جبهة تحرير تيغراي، وفقا لـشبكة “فانا” الإثيوبية.
وتابع أحمد موضحا أن “هذه الرسالة تأتي في وقت يتم فيه استخدام أطفالنا في منطقة تيغراي كوقود للمدافع من قبل فلول منظمة تم تصنيفها مؤخرا على أنها “إرهابية” من قبل مجلس النواب التابع لنا”.
بعد ذلك، انتقد رئيس الوزراء الإثيوبي في رسالته، استخدام جبهة تحرير تيغراي للأطفال كجنود والمشاركة في القتال الفعلي، واستمرارهم بلا هوادة في شن عدوانها من خلال استخدام الأطفال وغيرهم من المدنيين، معتبرا أن هذا “انتهاك للقانون الدولي في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يصم الآذان”.
وأضاف: “لسوء الحظ، بينما وجه العالم بأسره أنظاره إلى إثيوبيا والحكومة لجميع الأسباب الخاطئة، فقد فشل في توبيخ الجماعة الإرهابية بشكل علني وحاد بنفس الطريقة التي كان يعاقب بها حكومتي، إن الجهود العديدة التي بذلتها الحكومة الإثيوبية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتلبية الاحتياجات الإنسانية وسط بيئة معادية أوجدتها الجبهة الشعبية لتحرير تيغري، ما فتئت تُحرف بشكل مستمر”.
وأردف: “لقد تزايدت الضغوط المتزايدة وغير المبررة على دولة أفريقية نامية ذات إمكانات لا حدود لها للازدهار خلال الأشهر الماضية، وهذا الضغط غير المبرر الذي يتسم بمعايير مزدوجة متجذر في تشويه منظم للأحداث والحقائق على الأرض من حيث صلته بعمليات سيادة القانون في إثيوبيا في منطقة تيغراي”.
وواصل آبي أحمد:
“بصفة أن الولايات المتحدة الأمريكية صديق قديم وحليف استراتيجي وشريك في الأمن، فإن السياسة الأخيرة للولايات المتحدة ضد بلدي لا تأتي فقط كمفاجأة لأمتنا الفخورة، ولكن من الواضح أنها تتجاوز المخاوف الإنسانية”.
وأشار آبي أحمد إلى أنه “منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، تعرض الإثيوبيون في جميع أنحاء العالم لانتهاكات حقوق الإنسان المنتشرة، وانتهاكات الحقوق المدنية والسياسية في ظل نظام الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وتم استغلال هويات مختلفة تحت العلم الإثيوبي من قبل زمرة صغيرة استولت على السلطة لإفادة دائرتها الصغيرة على حساب الملايين، بما في ذلك فقراء منطقة تيغراي، إن قمع المعارضة السياسية، والانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان والتهجير وخنق الحقوق الديمقراطية والاستيلاء على أجهزة ومؤسسات الدولة من أجل تضخيم مجموعة صغيرة كانت تدير بلدا يضم الملايين دون مساءلة لمدة 27 عاما، قد قوبلت بالقليل من المقاومة من قبل مختلف الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
ولفت إلى أن “الفترة من 2015 إلى 2018 التي تميزت بصحوة إثيوبيا، والتي فيها تم خلع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من السلطة في انتفاضة شعبية، تخبرنا عن الموقف الذي اتخذه الملايين في جميع أنحاء هذا البلد العظيم ضد مشروع إجرامي أخضع الإثيوبيين للقمع وجرد المواطنين من السلطة، إن سجل قوات إقليم تيغراي لم ينته في تأليب مجموعة عرقية ضد الأخرى من أجل بقائها السياسي في عام 2018 عندما تولت إدارتي زمام السلطة، بل إنه تحور واشتد في الشكل، ولبس رداء الضحية، في حين تمول عناصر عدم الاستقرار في جميع أنحاء البلاد”.
وشدد آبي أحمد في رسالته للرئيس الأمريكي بايدن:
“بينما تستمر التهديدات للأمن القومي والإقليمي والعالمي في كونها مكونا رئيسيا لمصالح الولايات المتحدة في أجزاء كثيرة من العالم، يظل سبب عدم اتخاذ إدارتك موقفا قويا ضد جبهة تحرير تيغراي، وهي نفس المنظمة ذاتها التي صنفتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكية على أنها منظمة إرهابية من “المستوى 3″ لأنشطتها العنيفة في الثمانينيات”.
وأوضح أنه “بنفس الطريقة التي قاد بها أسلافكم “الحرب على الإرهاب” العالمية، فإن إدارتي بدعم من ملايين الإثيوبيين المتعطشين والجياع لحقهم في السلام والتنمية والازدهار يقودون أيضا “حربنا الوطنية على الإرهاب” ضد حرب مدمرة”.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي للرئيس الأمريكي: “لقد نظر العديد من الإثيوبيين والأفارقة بتفاؤل إلى صعودك إلى الرئاسة في وقت سابق من هذا العام، هذا التفاؤل متجذر في الاعتقاد بأن “إدارة جديدة لأفريقيا – العلاقات الأمريكية” سوف تتحقق في عام 2021، وأن رئاستكم ستؤدي إلى احترام سيادة الدول الأفريقية وتعزيز الشراكات القائمة على النمو المتبادل والقراءة المتعمقة للسياق”.
وذكر أن “الدول النامية مثل إثيوبيا كانت تتوقع أن يتم رسم مسار جديد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بعيدا عن تأثير الأفراد الذين رسخوا أنفسهم في سياسات الدول الأخرى، سياسة خارجية يمكن أن تخرج نفسها من القرارات المتخذة بناء على صانعي السياسات الرئيسيين وصداقات المؤثرين السياسيين مع الجماعات الإرهابية المتحاربة مثل قوات إقليم تيغراي، والتشويه السردي لمجموعات الضغط، لقد رأينا عواقب وتداعيات القرارات المتسرعة والمتهورة التي اتخذتها الإدارات الأمريكية المختلفة التي تركت العديد من سكان العالم في ظروف مقفرة”.
وبدأت إثيوبيا حربا في إقليم تيغراي، في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، وأكدت وقتها أنها ترد على هجمات قامت بها جبهة “تحرير شعب تيغراي” ضد الجيش الإثيوبي، متعهدة بأنها لن تأخذ وقتا طويلا، إلا أن تبعات هذه الحرب ما زالت ممتدة.