غالبية دول الاتحاد الأوروبي ترشّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لولاية ثانية
رشّحت غالبية دول الاتحاد الأوروبي الخميس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الأثيوبي تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لولاية ثانية، وذلك قبل ساعات من انتهاء موعد تقديم الترشيحات لهذا المنصب.
ومساء أمس انتهت المهلة المحدّدة للدول الأعضاء في المنظّمة لإرسال أسماء مرشّحيها لهذا المنصب.
وكانت ألمانيا أعلنت رسمياً الأربعاء أنّها رشّحت الدكتور تيدروس (56 عاماً) لولاية ثانية، في منصب يبدو أنّ لا أحد ينافسه عليه.
وعلى الرّغم من أنّ وزير الصحّة والخارجية الأثيوبي السابق لم يعلن رسمياً ترشّحه لولاية ثانية على رأس منظّمة الصحّة العالمية، إلا أنّ الدعوة التي أطلقتها برلين الأربعاء لاقت على ما يبدو صدىً في أرجاء الاتّحاد الأوروبي مع إعلان مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس الخميس أنّ حوالى 20 من دول الاتّحاد حذت حذو ألمانيا.
وأوضحت المصادر أنّ كلّاً من هذه الدول، ومن بينها فرنسا وإسبانيا والنمسا والبرتغال، أرسل إلى منظمة الصحّة العالمية مظروفاً مغلقاً بداخله اسم المرشّح الأثيوبي. وبالفعل فقد أكّدت باريس هذا الأمر مساء الخميس.
وقالت البعثات الفرنسية الدائمة لدى الأمم المتّحدة في جنيف في تغريدة على تويتر إنّه «اليوم في 23 أيلول/سبتمبر، رشّحت فرنسا وألمانيا، بالتنسيق مع مجموعة من دول الاتّحاد الأوروبي، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لمنصب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الانتخابات المقرّر إجراؤها في أيار/مايو 2022».
وفي 2017 صار غيبرييسوس أول أفريقي يرأس هذه الوكالة النافذة التابعة للأمم المتحدة والتي تقود المعركة الراهنة ضدّ جائحة كوفيد-19.
وتيدروس اختصاصي في الملاريا ومجاز في علم المناعة ويحمل شهادة دكتوراه في صحّة المجتمع وقد عيّن في 2005 وزيراً للصحة في بلاده وهو منصب بقي فيه حتى 2012 حين أصبح وزيراً للخارجية.
وفي 2017 أصبح تيدروس أول مدير عام لمنظمة الصحّة العالمية يصل إلى هذا المنصب من طريق الانتخاب.
وقبل ذلك كان المجلس التنفيذي للمنظّمة يقترح اسماً واحداً لتولّي منصب المدير العام ويطلب من الدول الأعضاء التصويت على هذا الاسم بالموافقة أو الرفض.
وأثار ترشيح الدول الأوروبية لغيبرييسوس مفاجأة إذ كان معظم المراقبين يتوقّعون أن يأتي الدعم الرسمي له من دول أفريقية.
وإذا كان غيبرييسوس المتحدّر من تيغراي قد حصل على هذا الدعم الأوروبي الكبير فإنّ بلاده بالمقابل سحبت دعمها له بسبب النزاع الدائر في الإقليم بين الحكومة المركزية والمتمرّدين.
وأثار تيدروس غضب الحكومة الإثيوبية بسبب استخدامه منبر منظمة الصحة العالمية مراراً لإدانة القمع الذي تمارسه قوات أديس أبابا في مسقط رأسه.
وإذا تبيّن أنّ هناك عدداً كبيراً من المرشّحين، تجري في يناير 2022 عملية اختيار أولى للتوصّل إلى قائمة قصيرة تضمّ خمسة مرشحين كحدّ أقصى.
وتصوّت الدول الأعضاء لاختيار المدير العام المقبل لمنظمة الصحة العالمية في اقتراع سرّي خلال «جمعية الصحّة العالمية» التي تلتئم في مايو.
وتبدأ الولاية الجديدة للمدير العام في 16 أغسطس 2022 وتستمرّ خمس سنوات.
وغيبرييسوس الذي صنّفته مجلة تايم الأميركية في 2020 في قائمتها لأكثر مئة شخصية مؤثّرة في العالم، صبّ عليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جام غضبه حين اتّهمه بمحاباة الصين وبسوء إدارة أزمة جائحة كوفيد-19.
وبلغ الأمر بترامب حدّ قطع التمويل عن منظمة الصحّة العالمية وإصدار أمر بانسحاب بلاده منها، لكنّ خلفه جو بايدن نقض قراره هذا وأعاد وصل ما انقطع بين الولايات المتّحدة والمنظّمة.
بالمقابل تردّت العلاقة بين المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية والصين بعدما اتّهمها الأخير بعدم التعاون كما ينبغي مع التحقيق بشأن منشأ فيروس كورونا.
لكن مقابل هذا التحفّظ الصيني يحظى المدير العام الأثيوبي بدعم واسع من المجتمع الدولي ولا سيّما بسبب ما قام به من جهود حثيثة لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة الجائحة