«الإيكونوميست»: آبي أحمد يتحدى العالم ويسلب من إثيوبيا نفوذها الدولي
أكدت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، أن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، يتحدى العالم، ويتمادى في تطبيق سياسات تعزل بلاده وتفقدها نفوذها الدولي.
وبدأت «الإيكونوميست» تقريرها، بسرد الأوقات الأولى لآبي أحمد في منصبه كرئيس للحكومة الإثيوبية، وقالت إن «الأشهر الأولى له شهدت إصلاحات في العلاقات مع المعارضة، فضلًا عن توقيع اتفاق سلام مع إريتريا عام 2018، ما رشحه لنيل جائزة نوبل للسلام، لكن سرعان ما بدأ حروب عرقية، ما أدى إلى تراجع اقتصاد البلاد، واندلعت نيران الحرب الأهلية في إقليم تيجراي».
كما أشارت المجلة لاحتفالية باذخة، 4 أكتوبر الجاري، في قلب العاصمة أديس أبابا، حيث أدى آبي اليمين الدستورية لولاية جديدة، مدتها 5 سنوات، عقب الفوز في انتخابات يوليو الماضي، في محاولة منه للرد على المشككين في شرعيته، وعلى رأسهم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
كما لفتت إلى مقاطعة قوى المعارضة الانتخابات، ما حال دون إجراء التصويت في نحو 5 دوائر انتخابية في إثيوبيا، وقالت «لا عجب في ظل ذلك أن يحرز حزب الازدهار الذي يتزعمه آبي أحمد 90 % من المقاعد الانتخابية».
وقصد آبي من احتفالية 4 أكتوبر، أيضًا، توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، بعدما وصلت العلاقات بين إثيوبيا وعدد من الدول الغربية لأدنى مستوياتها منذ عقود، حتى أن واشنطن هددت الشهر الماضي بفرض عقوبات على مسؤولين إثيوبيين ضالعين في الحرب في إقليم تيجراي، ما لم تشرع الأطراف المتقاتلة في تسوية، أو السماح بمرور المساعدات الغذائية إلى ملايين تحاصرهم القوات الفيدرالية، برئاسة آبي.
وحذرت الأمم المتحدة، مؤخرًا من موت مئات الآلاف جوعًا، فما كان من آبي أحمد إلا أن طرد 7 من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، بدعوى التدخل في شؤون بلاده الداخلية. وقالت «الإيكونوميست» إنه «لا يكاد يمضي أسبوع دون أن تندد أديس أبابا بما تزعم أنه تدخل أجنبي»، إذ رصدت المجلة البريطانية سيلًا من نظريات المؤامرة يتدفق عبر وسائل الإعلام الحكومية الإثيوبية، مفاده مثلًا أن أمريكا تدعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أو أن وكالات الأمم المتحدة تهرب إليها الأسلحة داخل المساعدات الإنسانية، وما إلى ذلك من اتهامات طالت حتى منظمات مثل «أطباء بلا حدود».
وقارنت المجلة البريطانية بين لغة الخطاب التي اعتادت إثيوبيا أن تتحدث بها في الماضي، ووصفتها بالبرجماتية النفعية، التي أكسبتها نفوذًا دوليًا، وبين لغة الخطاب الحالية، التي يتبناها آبي أحمد، والتي وصفتها المجلة بالشائكة.
ورأت «الإيكونوميست» أن قرارات آبي أحمد على صعيد السياسة الخارجية أدت إلى تدهور علاقات أديس أبابا مع منظمة «إيجاد» الأفريقية، وإلى تردّي العلاقات مع السودان على نحو قاد إلى مصادمات حدودية، فضلًا عن تراجع العلاقات مع الغرب.