تسجيل صوتي مسرّب يكشف أكذوبة روّجها النظام السوري 40 سنة عن رفعت الأسد
كشف تسجيل صوتي مسرّب تلاعب عائلة أسد بالسوريين وخداعهم على مر 4 عقود إزاء حقيقة نفي رفعت الأسد ووجود خلافات مع شقيقه حافظ وهو ما اتُّخِذ مبرراً لنهب تلك العائلة أموال الخزينة وبالتالي إفقار السوريين لعقود.
جاء ذلك في مقطع صوتي لم يُنشر من قبل، يعود لمقابلة كان قد أجراها الصحفي خليل العجيلي مع رفعت عام 2016 خلال عمله في قناة “ANN” المملوكة لرفعت.
وخلال التسجيل الذي نشره موقع “رسالة بوست” يعترف رفعت الأسد بأنه لم يغادر الأراضي السورية إلا بشكل متقطع منذ العام 1984 حينما أُشيع خبر نفيه.
طائرة خاصة ووداع رسمي
وأكد أنه عاش في سوريا عقب ذلك التاريخ 6 سنوات متواصلة بتنسيق مع حكومة أسد، وقال: “آخر مرة طلعت قعدت ست سنين، ذهبت إلى الضيعة وجلست مع الفقراء والفلاحين”.
وأضاف رفعت أنه بعد العام 1984 عاد إلى سوريا مراراً وأقام فيها وأوضح أنه كان يغادر عبر مطار حميميم بطائرة خاصة ترسلها حكومة أسد كما كان يحظى بوداع رسمي من قبل أعضاء تلك الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء.
وأكد “أن رفاقه كانوا يعتقدون أنهم يودّعونه! لكنهم ودّعوه في العام 1984، وودّعوه مرتين في عام 1985، وودّعوه أيضاً في العام 1989″.
حزب آخر يقوده رفعت
وفي مؤشر على ما يبدو على رغبة سابقة لنظام أسد بوجود حزب شكلي معارض يقوده رفعت تحت كنفها كمنافس لحزب البعث، قال رفعت: “لم أستطع أن أفهم لماذا يريدون حزباً، ويريدون تغييبه بنفس الوقت؟ غريبة القصة”.
وأضاف: “آثرت العودة إلى فرنسا، لأنه كل شهر يعطونني وعداً أنهم يدرسون الدستور الفلاني أي الدولي والمادة الفلانية، ثم يقعدون ثلاثة أشهر ثم بدون أي نتيجة”، مضيفاً: “رأيتهم يلعبون بالأشياء ثم مشيت وطلعت”، وهو ما يشير إلى أن حكومة النظام حينها ومن ورائها حافظ الأسد عدَلت عن فكرة السماح لرفعت بتأسيس ذلك الحزب.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية أشاع نظام أسد وإعلامه مغادرة رفعت الأسد سوريا عام 1984 بعد خلاف مع أخيه ومحاولته الانقلاب عليه، ليغادر رفعت سوريا نحو أوروبا وبحوزته ملايين الدولارات التي نهبتها عائلة أسد من خزينة الدولة.
دوافع الخديعة
الدكتور أحمد الهواس رئيس تحرير موقع رسالة بوست قال لأورينت نت إن هناك خديعة تمت خلال الثمانينات بأن رفعت الأسد حاول الانقلاب على أخيه، والحقيقة أن رفعت كان يخشى أن تؤولَ السلطة إلى القياديين السنة وحينما تأكد أن أخاه بصحة جيدة خرج بعد أن نهب الاقتصاد السوري لصناعة إمبراطورية لآل الأسد خارج سوريا.
ودلّل على كلامه بحديث فراس بن رفعت الذي أكد منشور له قبل أشهر أن والده أرسله لبشار بعد استلامه السلطة للحديث عن أرباح بشار من الأموال التي تستثمر لصالح الأسرة ككل.
وأكد أن أعضاء عائلة الأسد متفقون على حكم سوريا وكل ما تم إشاعته حول نفي رفعت كان يهدف إلى خداع الشعب السوري والتغطية على الجرائم التي حصلت.
ولفت إلى أن عدداً من أبناء رفعت الأسد يقيمون منذ سنوات في مناطق سيطرة النظام دون أي مساءلة، بل كانوا يساندون ميليشياته بحربه ضد السوريين.
وفي 8 من تشرين الأول الحالي، قالت صحيفة الوطن الموالية إن “بشار الأسد ترفّع عن كل ما فعله رفعت الأسد وسمح له بالعودة إلى سوريا مثله مثل أي مواطن سوري آخر لكن بضوابط صارمة، ولن يكون له أي دور سياسي أو اجتماعي”.
وكانت محكمة الاستئناف الفرنسية أيّدت في وقت سابق من الشهر الماضي حكماً قضائياً بسجن رفعت الأسد 4 سنوات في قضية أصول جُمعت بالاحتيال تقدّر قيمتها بتسعين مليون يورو، بين شقق وقصور ومزارع للخيول، يضاف إليها تهم تهرّب ضريبي وغسيل أموال في إطار عصابة منظمة واختلاس أموال عامة، إضافة إلى تشغيل عاملات منازل بشكل غير قانوني، حيث اعتبرت النيابة العامة الفرنسية أن ثروة رفعت الأسد جاءت من خزائن الدولة السورية، كما تعتقد أنه استفاد من أموال وافق شقيقه حافظ الأسد على إعطائه إياها.
*أورينت