محمد يوسف : هرقل آخر الزمان
حسن نصر الله يسير على درب العظماء المجانين، أولئك الذين قادهم غرورهم إلى التهلكة، هم وجيوشهم الجرّارة، كلهم كانوا يتشبّهون بفرعون مصر، ذلك الذي نظر حوله فرأى الأهرام شامخة، والنيل يجري أمامه، والأرض معطاءة، والرجال يرفعون الحجارة ليبنوا الصروح، وينحتوا له الأصنام، يضم بلاداً إلى ملكه، ويستعبد شعوباً وطوائف، ولا يجرؤ أحد على مخاصمته ومحاربته، وفي لحظة بلعه البحر.
فاض الغرور عند كبير حزب الله اللبناني، الذي يوالي الأجنبي، وقال كلاماً لا يقوله عاقل، وبالمناسبة أثبت التاريخ أن كل من ادّعوا العظمة كانوا مصابين بأمراض نفسية وعقلية، وكانت سبباً في المآسي التي سببوها للإنسانية، فمنهم من كان ضحية تربية منحرفة، ومنهم من لديه عقدة سيطرة الأم أو قسوة الأب، وأغلبهم أثّر فيهم الاضطهاد من الذين عاشوا بينهم، وأرادوا بأفعالهم وأقوالهم أن يخرجوا عقدهم المتمكنة منهم.
هذه سابقة قد تسجّل باسم هذا الشخص، وتسجّل في زاوية من زوايا الكتب، بأن شخصاً أعجبته أفعاله وأفعال حزبه، والتي بدأت بادعاء المظلومية والحرمان، وانتهت باغتيالات شخصية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأوروبا، تبعتها تفجيرات في أماكن عامة، وهيمنة على دولة أثار الرعب في أطرافها، وشلّ حركتها، ليحولها إلى ممر لتجارة المخدرات، تلك المرسلة إليه من الذين يزرعون الفوضى في المنطقة ليخلقوا لأنفسهم طرقاً سالكة تدر عليهم المال والسلاح، حتى انتفخت أوداجهم، وتورّمت نفوسهم، واعتقدوا بأنهم فوق البشر، ولا يستبعد اعتقادهم بأن الجان والشياطين قد سُخِّروا لهم، فقال ذلك الشخص المدعو حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، الذي يضع صورة «خامنئي» خلفه عندما تحدّث مؤخراً بأن لديه 100 ألف رجل مقاتل «لو أشير لهم لأزاحوا الجبال».
هذا التابع الفاقد للأهلية أوهمه غروره بأنه «هرقل» الذي تقول الخرافات إنه يحمل الكون، واكتفى هو بإزاحة الجبال التي لم يتحرّك واحد منها رغم كثرتها في جنوب لبنان!