المالكي وايران والموساد قتلو مئات العلماء النووين العراقيين
كشفت تقارير متطابقة من بينها وثائق ويكليكس ومواقع اعلامية اميركية وعربية عن تورط ايران وذراعها نوري المالكي رئيس الحكومة الاسبق في العراق، الى جانب جهاز الموساد الاسرائيلي بتصفية واغتيال (٣٥٠) عالمًا نوويًا و(٨٠) ضابط طيار عراقي منذ ٢٠٠٦.
ظاهرة ارهابية مستمرة
القائمة التي كشفت عنها جملة من التقارير من موقع ساسة بوست فانها شملت ايضا قتل المئات من العلماء وأساتذة الجامعات والخبراء والمستشارين في قطاعات مختلفة من الدولة العراقية، وسجل العام الأخير اغتيال 53 عالمًا عراقيًا واختفاء 27 آخرين بمعنى ان الظاهرة الارهابية الاجرامية مستمرة.
ورغم أن عمليات الاغتيال كانت لغزا في البداية، إلا أن معلومات عدة أكدت على تعدد الجهات التي تقف وراء اغتيال العلماء العراقيين، تبعًا لاختلاف الظروف السياسة التي مر بها العراق. تقرير “ساسة بوست” التالي يستعرض الجهات التي يحتمل أنها تقف وراء بعض من هذه العمليات.
الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في الجرائم
بدأت خطة الولايات المتحدة الأمريكية لتصفية علماء العراق بعد الاحتلال مباشرة، وفي هذه الخطة اعتمدت أمريكيا على ثلاث خيارات، الأول هو الخيار الألماني، ويتمثل في محاولة دفع علماء العراق إلى إفشاء المعلومات إلى الجهات الغربية، ومنح مجلس الشيوخ الأميركي في 2002 بطاقة الهجرة لـ العلماء العراقيين الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم التسليحية
ويتمثل الخيار الثاني في تصفية العلماء، أو ما يسمى بـ “الخيار السلفادوري”، وهو ينسب إلى “مجزرة السلفادور” التي أشرفت عليها” سي آي إيه “في أميركا اللاتينية وقامت خلاله بتصفية العلماء
أما الخيار الثالث فيتمثل في الاستهداف المباشر وغير المباشر، ويقوم على فلسفة المزاوجة بين الخيارين «الألماني»، أي احتواء العلماء وإعادة توظيفهم خدمة للمصلحة الأميركية، والخيار «السلفادوري» القائم على تصفية من يرفض الإغراءات الأميركية.
وقد كتب مارك كلايتون المحرر في صحيفة “كريستين ساينس مونيتور” لائحة بعدد من علماء العراق الذين تدربوا في الولايات المتحدة والذين اعتبرهم :”أخطر من أسلحة العراق الحربية، لأنهم هم الذين ينتجون هذه الأسلحة”
طلقة في الرأس لا تكفي..
شهادات العلماء العراقيين من جورجيا
وأكد باحثون في جامعة جورجيا أنه خلال الفترة من 1990 إلى 1999، مُنحت 1215 شهادة دكتوراه في العلوم والهندسة لطلاب من 5 من الدول السبع المصنفة من وزارة الخارجية الأميركية على أنها دول ترعى الإرهاب، نال العراقيون منها 112 شهادة دكتوراه في العلوم والهندسة، ومن هؤلاء كان هناك 14 طالبًا يدرسون مواضيع حساسة كالهندسة النووية، أو الكيماوية، أو البيولوجيا المجهرية.
الموساد الإسرائيلي
بعد فشل اميركا في اقناع العلماء العراقيين التعاون معها والعمل في خدمتها، تحركت عناصر الموساد لتصفية هؤلاء. ورصدت دولة الاحتلال أجهزة ومعدات ومتخصصين وأموالا، بينما زودتها أجهزة الأمن الأميركية بسير حياة كاملة للعلماء العراقيين والأكاديميين من أجل تسهيل عملية قتلهم.
ويكشف تقرير صدر عن مركز المعلومات الأميركي (2005) أن الموساد قام باغتيال 530 عالما عراقيا وأكثر من 200 أستاذ جامعي وشخصيات أكاديمية ما بين 2003 و 2006، وتشير معلومات إلى أن «الموساد» جند 2400 عنصر، إضافة إلى وحدة نخبة سرية تتضمن أكثر من 200 عنصر مؤهل من قوات البشمركة من أجل الإجهاز على العلماء وتصفيتهم. وتذكر دراسة للأستاذ إسماعيل جليلي بعنوان «محنة الأكاديميين العراقيين»، قُدّمت إلى مؤتمر مدريد الدولي في نيسان 2006، إن «الموساد» الإسرائيلي شنّ 307 اعتداء على الأكاديميين والأطباء، وتمكن من اغتيال 74 % منهم وفق موقع ساسة بوست
الدور الإسرائيلي في عمليات اغتيال وملاحقة العلماء العراقيين فقد كشف عنه في وقت مبكر عام 2003 جنرال فرنسي متقاعد لقناة تلفزيونية فرنسية، حيث ذكر أن الإسرائيليين أرسلوا فرقة اغتيالخاصة إلى العراق للتخلص من 500 عالم ممن اشتغلوا بهذا البلد في برامج الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية، وأن أسماء هؤلاء مدرجة في قائمة لمفتشي الأسلحة الأمميين بغرض إجراء مقابلات معهم، وأن أفراد الكوماندوز الإسرائيلي كانوا يعملون تحت غطاء مشاة البحرية الأمريكية
نوري المالكي وإيران
في محاولة لاستدراج العلماء العراقيين ، وضمن برنامج حكومة نوري المالكي عام 2006، رعاية الكفاءات العلمية وتوفير الأجواء الأمنية والمعاشية المناسبة بما يحول دون هجرتها، ثم أطلق برنامج لعودة الكفاءات العراقية من حَمَلة شهادة الدكتوراه، إلى العراق، لكن وثيقة سرية سربت من ويكيليكس، وتناولتها قناة الجزيرة، أثبت أن للمالكي دور كبير في عمليات اغتيال علماء العراق، حيث أكدت الوثيقة أن” :المالكي زود الاحتلال الإسرائيلي وإيران بمعلومات ساهمت في تصفية المئات من العلماء النوويين والطيارين العراقيين، وقد قدرت الوثائق عدد من قتل بالعراق من العلماء بـ 350 عالم نووي و 80 ضابط طيران من القوات الجوية العراقية.”
وأشارت الوثيقة إلى أن المالكي وفر السيرة الذاتية للعلماء العراقيين وطرق الوصول إليهم بغرض تصفيتهم، وسُلمت هذه المعلومات إلى فرق اغتيال تابعة للموساد الإسرائيلي وإيران، بل كشفت وثيقة أخرى تعود إلى عام 2007 أن رئيسالوزراء المالكي قام بالتنسيق المباشر مع الحرس الثوري الإيراني لتصفية شخصيات عراقية، خاصة البرلمانية منها.
مليشيات الحشد الشعبي
بعد عودة علميات اغتيال في السنوات الأخيرة وجهت اتهامات مباشرة للمليشيات الشيعية بالوقوف وراء تلك الاغتيالات التي أخذت طابعا سياسيا وطائفيا، فقد كشفت مصادر عراقية مؤخرًا عن تورط مليشيات الحشد الشعبي في اغتيال علماء عراقيين لدوافع طائفية، وقالت تلك المصادر أن عصابات الجريمة المنظمة المدفوعة من قبل شركات ومسؤولين فاسدين عملت من أجل التخلص من كل من يقف بطريقهم في العراق.