رأي في الحدث

فوزية رشيد : لبنان وحكومة الوصاية الإيرانية!

{‭ ‬بعد‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬والكويت‭ ‬بقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬لبنان،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬القرداحي‮»‬‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة،‭ ‬وكأنه‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬ركام‭ ‬تصريحات‭ ‬سابقة،‭ ‬تشكلت‭ ‬‮«‬خلية‭ ‬الأزمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وبحضور‭ ‬القائم‭ ‬بالأعمال‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تبدي‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ (‬توضيحًا‭ ‬رسميًّا‭ ‬ينافي‭ ‬ما‭ ‬أصر‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬فيها،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاعتذار‭ ‬عما‭ ‬بدر‭ ‬منه‭) ‬بل‭ ‬إن‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬إيران‭ ‬اللبناني‮»‬،‭ ‬هدد‭ ‬بخروج‭ ‬وزرائه‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬الدفع‭ ‬تجاه‭ ‬استقالة‭ ‬‮«‬قرداحي‮»‬‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬انفلاش‭ ‬الحكومة‭ ‬مجددًا،‭ ‬ولكأن‭ ‬الحزب‭ ‬يقول‭ (‬نحن‭ ‬الدولة‭ ‬ونحن‭ ‬الحكومة‭)‬،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ازداد‭ ‬استياء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬وصدرت‭ ‬بيانات‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء،‭ ‬يصرحون‭ ‬فيها‭ ‬بخضوع‭ ‬الحكومة‭ ‬لحزب‭ ‬إيران‭ ‬وتحوّل‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬حكومة‭ ‬وصاية‭ ‬إيرانية‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬سيطرة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬وتخريب‭ ‬العلاقات‭ ‬اللبنانية‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭! ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ردّة‭ ‬فعل‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬المتضرر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬عبّر‭ ‬عنها‭ ‬الكثيرون،‭ ‬المستاؤون‭ ‬مما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأحوال‭ ‬اللبنانية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬بسبب‭ ‬الأجندة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬الحزب‭ ‬ذاته‭!‬

{‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬اللبناني‭ ‬وعضو‭ ‬‮«‬خلية‭ ‬الأزمة‮»‬‭ ‬قال‭: (‬السعودية‭ ‬رئة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬اللبناني‭) ‬وليس‭ ‬وحده‭ ‬يعرف‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬اللبنانيين‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬يعرف‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬قيادة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬وأمينها‭ ‬العام،‭ ‬حاله‭ ‬حال‭ ‬كل‭ ‬أتباع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬دولهم،‭ ‬يتصرف‭ ‬ويتصرفون‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬ضد‭ ‬مصالح‭ ‬شعوبهم‭ ‬وأوطانهم‭ ‬والعلاقات‭ ‬العربية‭ ‬العربية،‭ ‬وبما‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬أزمتهم‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬الارتزاق‭ ‬والتبعية‭! ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬وسوريا،‭ ‬وكل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬بها‭ ‬أتباع‭ ‬وعملاء‭ ‬مليشياوية‭ ‬تابعة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭! (‬إنهم‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬الوطنية‭ ‬والانتماء‭ ‬العربي‭)!‬

{‭  ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل،‭ ‬فيما‭ ‬لبنان‭ ‬كمثال‭ ‬أخير،‭ ‬تحوّل‭ ‬إلى‭ ‬رأس‭ ‬حربة‭ ‬لتنفيذ‭ (‬الأجندة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التوسعية‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيطرة‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬إيران‭ ‬اللبناني‮»‬،‭ ‬والخطابات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬العدائية‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تحديدًا‭!‬

وبعد‭ ‬الأزمة‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬‮«‬القاآني‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ملاقاة‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬ما‭ ‬يعتبرون‭ ‬حزبهم‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ (‬للدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬الحزب‭) ‬متجاهلاً‭ ‬أن‭ ‬لبنان‭ ‬الواقع‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬تحت‭ ‬هيمنة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب،‭ ‬هو‭ ‬يمارس‭ ‬الاستقواء‭ ‬بالسلاح‭ ‬أصلاً،‭ ‬ويمارس‭ ‬الهيمنة‭ ‬حسب‭ ‬الأجندة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬‮«‬وطني‮»‬‭ ‬و«قومي‮»‬‭ ‬وبكل‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني،‭ ‬حتى‭ ‬تحولّت‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬إلى‭ (‬حكومات‭ ‬وصاية‭ ‬إيرانية‭) ‬بسبب‭ ‬تلك‭ ‬السيطرة‭ ‬أيضًا‭!‬

{‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬اعترف‭ ‬علانية‭ ‬بما‭ ‬يفيد‭ ‬أنه‭ (‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬ارتزاقي‭) ‬لأن‭ ‬أكل‭ ‬ولبس‭ ‬وشرب‭ ‬ورواتب‭ ‬كوادره‭ ‬الحزبية،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمد‭ ‬إلى‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬عتاد‭ ‬وسلاح‭ ‬وتمويل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬إيران‭! ‬وبالتالي‭ (‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بخضوع‭ ‬حزبه‭ ‬الكامل‭ ‬لعدو‭ ‬الخليج‭ ‬والعرب‭) ‬والطامع‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬إمبراطوريته‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأوطان‭ ‬العربية‭! ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إخضاع‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬وتياراته‭ ‬وتعدديته‭ ‬ومصالحه‭ ‬وحياته‭ ‬السياسية،‭ ‬وبسطوة‭ ‬سلاحه،‭ ‬لإملاءات‭ ‬وأجندة‭ ‬إيران،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬عمل‭ ‬عليه،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬دقّ‭ ‬الإسفين‮»‬‭ ‬بين‭ ‬لبنان‭ ‬وهويته‭ ‬وانتمائه‭ ‬العربي،‭ ‬وشيطنة‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬موقف‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬والوزراء،‭ ‬خاضعًا‭ ‬لموقف‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭! ‬ولتأتي‭ ‬التصريحات‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬وزراء‭ (‬حكومة‭ ‬الوصاية‭ ‬الإيرانية‭) ‬ومنها‭ ‬تصريحان‭ ‬لوزيري‭ ‬خارجية‭ ‬لبنان‭ ‬سابقًا،‭ ‬ثم‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬اللبناني‭ ‬‮«‬قرداحي‮»‬‭ ‬مناصرة‭ ‬للحوثيين‭ ‬الإرهابيين‭ ‬التابعين‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬ليشعل‭ ‬فتنة‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬داخل‭ ‬لبنان‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭!‬

{‭ ‬تراكمات‭ ‬منذ‭ ‬الاعتداءات‭ ‬اللفظية‭ ‬والمعنوية‭ ‬والسياسية‭ ‬وتصدير‭ ‬الحزب‭ ‬للمخدرات،‭ ‬وإعلام‭ ‬تابع‭ ‬للحزب‭ ‬يعمل‭ ‬كباقي‭ ‬القنوات‭ ‬التابعة‭ ‬لإيران،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬على‭ (‬شيطنة‭ ‬السعودية‭) ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬ولكأن‭ ‬العداء‭ ‬للسعودية‭ ‬هو‭ ‬جواز‭ ‬المرور‭ ‬والعصا‭ ‬السحرية،‭ ‬لتقرّب‭ ‬ساسة‭ ‬ووزراء‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬أو‭ ‬الاستمرار‭ ‬فيها‭! ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬خلية‭ ‬الأزمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تشكيلها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬أي‭ ‬أمر،‭ ‬مادام‭ ‬المسار‭ ‬اللبناني‭ ‬خاضعا‭ ‬لهيمنة‭ ‬وحكومات‭ ‬الوصاية‭ ‬الإيرانية‭! ‬وقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بسحب‭ ‬السفراء،‭ ‬قد‭ ‬يوضحّ‭ ‬لكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعادين‭ ‬للسعودية‭ ‬والخليج،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستمرار‭ ‬كالسابق‭! ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬حصول‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬السعودي‭ ‬والخليجي،‭ ‬فيما‭ ‬‮«‬اللادولة‭ ‬اللبنانية‮»‬‭ ‬خاضعة‭ ‬لوصاية‭ ‬حزب‭ ‬مسلح،‭ ‬يعادي‭ ‬الخليج‭ ‬والعرب‭ ‬وهمّه‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬تنفيذ‭ ‬المصالح‭ ‬والأجندة‭ ‬الإيرانية‭! ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬الوضع‭ ‬اللبناني،‭ ‬وأن‭ ‬تستقيم‭ ‬العلاقات‭ ‬اللبنانية‭ – ‬العربية،‭ ‬طالما‭ ‬بقي‭ ‬لبنان‭ ‬وشعبه‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬بالوكالة‭! ‬وعلى‭ ‬اللبنانيين‭ ‬ككل‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬خطورة‭ ‬تلك‭ ‬السيطرة‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬هويتهم‭ ‬وانتماءاتهم‭ ‬وعلاقاتهم‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬والعرب،‭ ‬وأن‭ ‬سحب‭ ‬السفراء‭ ‬هو‭ ‬‮«‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬حقيقي‮»‬‭ ‬لبدء‭ ‬مرحلة‭ ‬العقاب‭ ‬لهذا‭ ‬الحزب،‭ ‬وهو‭ ‬العقاب‭ ‬الذي‭ ‬تأخر‭ ‬كثيرًا،‭ ‬ولم‭ ‬يحلّ‭ ‬اللبنانيون‭ ‬أزمتهم‭ ‬الداخلية‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭! ‬والكرة‭ ‬في‭ ‬الملعب‭ ‬اللبناني‭ ‬الآن‭!‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى