السيـد زهــره:إيران تطالب السعودية!!
من المعروف انه جرت في الفترة الماضية محادثات بين السعودية وإيران استضافها العراق في أكثر من جولة. وليس معروفا بالضبط ما هي القضايا التي تمت مناقشتها؟ وكيف مضت هذه المحادثات؟ وأين وصلت؟
لكن الملاحظ في الفترة الماضية أن المسؤولين الايرانيين تعمدوا ان يبالغوا في نتائج هذه المحادثات وما وصلت اليه، وكيف إنها حققت تقدما كبيرا على الطريق الصحيح وأن هذه النتائج ستظهر قريبا.. وهكذا.
المسؤولون الإيرانيون بمثل هذه التصريحات تعمدوا الإيحاء بأنه لا توجد مشاكل كبيرة مع السعودية أو أن هذه المشاكل هي على وشك أن تنتهي.
بعبارة أخرى، يحاول المسؤولون الإيرانيون أن يقللوا من الأزمة بين إيران والدول العربية، ومن الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، ومن الخطر الداهم الذي يمثله المشروع الإيراني في المنطقة على الأمن القومي العربي.
في نفس الوقت، وإزاء مثل هذه التصريحات الإيرانية عن المحادثات مع السعودية من الملاحظ أن المسؤولين السعوديين، وخصوصا وزير الخارجية، حرصوا على أن يضعوا المحادثات في حجمها الصحيح من دون أي مبالغة أو توقعات غير منطقية، ومع التأكيد أن المحادثات جرت بشكل جدّي، أكد المسؤولون السعوديون أن السعودية طرحت نفس المواقف التي تؤكدها باستمرار.
نقول هذا بمناسبة تصريحات غريبة صدرت قبل يومين عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة.. هي ليست غريبة فقط، لكنها مستفزة في الحقيقة.
المتحدث الإيراني طالب السعودية بالجدية في المحادثات، وقال: «المحادثات جرت بشكل واضح وشفاف، والتقدم في المحادثات مرهون بتجاوز الرياض مجرد التصريحات الإعلامية». وأضاف: «إذا رأينا جدية منهم، فيمكن بالتأكيد عقد الجولة التالية».
هذا تصريح غريب ومستفز لأن المتحدث الإيراني يتحدث كأن السعودية هي المقصرة ولا تأخذ الأمور بجدّية، وكأن ايران بريئة تماما ولا توجد أي مشكلة من أي نوع من جانبها.
المتحدث الإيراني يتجاهل حقيقة أن إيران هي المسؤولة عن جرائم ومآسي تشهدها دول عربية وبالأخص العراق ولبنان واليمن بسبب سياساتها العدوانية والجرائم التي ترتكبها القوى العميلة لها.
ويتجاهل المتحدث الإيراني أنه رغم المحادثات مع السعودية وما يدلي به المسؤولون الايرانيون من تصريحات لا يوجد أي مؤشر على الاطلاق يشير الى ان النظام الإيراني مستعد للتخلي عن مشروعه العدواني الطائفي التوسعي في المنطقة.
على العكس من هذا، كل الأدلة تشير الى اتجاه النظام الايراني الى تصعيد عدوانه وعملياته التخريبية في الدول العربية. ويكفي فقط أن نتأمل ما جرى في الفترة القليلة الماضية.
في لبنان يشن حزب الله والمتحالفون معه حملة كبرى ضد السعودية بالذات التي تجري إيران معها محادثات. وتابعنا ما حدث مع تصريحات وزير الإعلام اللبناني والمواقف التالية التي عبر عنها حزب الله. بالطبع، لا يمكن أن يتخذ حزب الله موقفا من دون الرجوع الى إيران وأخذ مباركتها.
وفي العراق، أقدم عملاء إيران على تنفيذ جريمة إرهابية بشعة هي محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الكاظمي.
وبالطبع، لا يمكن للمليشيات العميلة أن تفكر أو تقدم على ارتكاب هذه الجريمة من دون أوامر وتعليمات إيرانية.
هذا هو ما تفعله إيران التي تدعي البراءة وتتهم السعودية بعدم الجدية في المحادثات.
الحقيقة الواضحة للكل اليوم أنه لا يوجد أي مؤشر ولا أي احتمال يلوح في الأفق بأن الخطر الايراني الداهم على الدول العربية يمكن أن ينحسر أو أن النظام الإيراني يعتزم تغيير أي من سياساته وعدوانه الذي يمارسه على الأرض العربية هو والقوى العميلة له.