رأي في الحدث

حمد سالم المري : الخلايا الإرهابية في الكويت وهيبة الدولة

لم أتعجب من خبر إلقاء القبض على خلية “حزب الله” في الكويت تعمل على جمع الأموال وتجنيد الشباب للقتال في سورية والعراق، فهي خلية إرهابية حالها حال الخلايا الأخرى كـ”داعش” و”القاعدة” التي حذرنا مرارا وتكرارا من وجودها في البلاد، بسبب أشخاص، للأسف، من أبناء هذا البلد يحملون أفكار “داعش” و”حزب الله”، ويسعون الى نشرها بين شباب الكويت.
لا يقتصر النشر على الأفكار التكفيرية والمذهبية، بل أيضا هناك من يكن الولاء للدول الغربية، ويسعى لنشر الفكر العلماني الليبرالي المتحرر القائم على عزل الدين عن الحياة العامة، وحرية الإباحية بزعم الدفاع عن الحرية الشخصية، وهؤلاء سواء أكانوا يحملون أفكارا عقائدية تكفيرية أو مذهبية طائفية، ولاؤهم لجهات خارجية دول أو جماعات، وقد شهدنا كيف أظهر هؤلاء ولاءهم في الجماعات التكفيرية التي أظهرت ولاءها بعدما فاز حزب “الإخوان” في جمهورية مصر العربية، اثناء أحداث ما يسمى “الربيع العربي”، او ظهور ما يسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، والجماعات الطائفية أظهرت فرحها بعد تغلغل إيران في العراق، واعمال القتل التي مارستها بعض الميليشيا التابعة لها ضد السنة وتدمير منازلهم، أما الجماعات العلمانية الليبرالية فقد أظهرت ولاءها بفرحها للضغوط التي مارستها الدول الغربية على دول الخليج العربية لإقرار بعض القوانين العلمانية، مثل مساواة الرجل بالمرأة في الميراث، وحق الإجهاض والزواج من الجنس نفسه (فعل قوم لوط).
نحن في الكويت حالنا حال الكثير من الدول العربية، التي توجد فيها جماعات وأحزاب تتبع، فكريا ومنهجيا، جهات خارجية، لكن بسبب اهتزاز هيبة الدولة وضعف تطبيق قانونها تجرأ بعض من يحملون الجنسية الكويتية على التعامل مع خلايا وجماعات إرهابية على حساب مصلحة وأمن الكويت، ففي الثمانينيات من القرن الماضي تم القبض على خلايا إرهابية لها صلة بإيران تورطت بتفجيرات مصافي البترول، وفي منتصف الألفية ألقت القوات الأمنية القبض على خليتي تجسس تابعتين لإيران، ثم تم القبض على “خلية العبدلي”، وبعدها خلية “حزب الله” التي لن تكون الأخيرة.
الخطر الحقيقي على البلاد يكمن في من يحملون جنسيتها ويكنون الولاء المطلق لجهات خارجية، أما إيران فقد اثبتت لنا الأيام أنها لن تكف عن التدخل في شؤون دول الخليج العربية لأن نظامها قائم على تصدير ثورة الخميني، وقد نجحت في التغلغل بالعراق وسورية ولبنان واليمن، وهذا ما جعل هذه الدول تعاني من الدمار والقتل وانهيار الاقتصاد وضياع الأمن، وللأسف هناك من يريد أن يكون مصير بلدنا مثل مصير هذه الدول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى