كامل عبدالله الحرمي : السيد الرئيس… ماذا تريد من «اوبك+»؟
ماذ تريد منا بالضبط لتضغط علينا بأن نزيد من إنتاجنا ولا تطالب شركاتك النفطية الأميركية بزيادة إنتاجها من النفط المحلي التقليدي أو من من منتجي النفط الصخري بزيادة وتكيثف الاستثمار في النفط الصخري؟
في حين تريدنا ان نستثمر ونزيد الإنتاج.
وقبل عام واحد، طالبنا سلفكم الرئيس السابق بخفض الإنتاج لمساعدة ومساندة منتجي النفط الصخري والشركات النفطية الأخرى من الإفلاس. وبسببه تعاونا وبدأت المنظمة النفطية «أوبك+» بوضع خطة مناسبة لإعادة أسعار النفط إلى مستوى مقبول ومناسب في الوقت نفسه.
وبدأنا بخفض الإنتاج وبكميات متناسبة، حسب طلب الأسواق النفطية على مدى سنوات إلى أن تستقرالأسعار ويستفر الوضع الاقتصادي العالمي وتعافية من جائحة فيروس كورونا.
وفي خلال الأشهر الماضية بدأت أسعاره في الصعود ومعها حققت الشركات النفطية الأميركية البليارات من الدولارات والجبال من التدفقات من السيولة المالية، وبعض الشركات النفطية الأميركية حققت أرباحاً للمرة الأولى في تاريخها.
واليوم السيد الرئيس تطالبنا بزيادة الإنتاج، ولا تطالب شركاتك الأميركية النفطية بالمثل ولا بالاستثمار في النفط. ألم تكن سياستكم النفطية بالاعتماد المحلي والاكتفاء الذاتي ووقف الاستيراد الخارجي؟ ماذا حدث ويحدث الآن؟
والآن تطالبنا، وتجبرنا لاحقاً على وقف إنتاج النفط والغاز حفاظاً على البيئة والانبعاثات الغازية المؤثرة وستبدأ بفرض جميع أنواع الضرائب على دول «أوبك+» حفاظاً علي البيئة. ماذا علينا أن نفعل السيد الرئيس؟
السيد الرئيس، منظمة «أوبك» لم تعد كما كانت، حيث كبرت وأصبحت تضم كبار المنتجين من النفط والغاز… وتضم حالياً روسيا أاكبر دولة منتجة للغاز، وثاني أكبر دولة منتجة للنفط.
وتضم منظمة «بلس» أيضاً المكسيك وما يساوي 23 دولة نفطية مختلفة وقراراتها بالإجماع. في حين السيد الرئيس، حكومتكم امتنعت عن الالتزام بخفض معدل إنتاج الفحم، «أقذر» وأكبر ملوث للبيئة، ووقفت مع الصين والهند حيث تمثل الفحم نسبة 72 في المئة من إجمالي تلوث البيئة.
خوفنا وتخوفنا من أنك ستلزمنا لاحقاً بالتخلص من النفط، ولهذا لا تريد من شركاتك النفطية الاستثمار في الوقود الأحفوري والابتعاد عنه… وأن توزع أرباح النفط على ملاكها أو بشراء أسهمها.
ولماذا لا تطالبها بزيادة الإنتاج كما تطالبنا و أفراد حكومتك مع انعقاد كل اجتماع للمنظمة النفطية؟
زيادة وارتفاع أسعار البنزين والمشتقات النفطية، نتيجة طبيعية مع الاستهلاك المحلي المتزايد وانفتاح شهية المستهلك لكل شيء واستعمال المشتقات النفطية المختلفة كوقود السيارات والطائرات ووقود التدفئة.
في هذا الوقت تحديداً مع زيادة الطلب العالمي، امتنعت الشركات النفطية الأميركية ومنتجو النفط الصخري الأميركي عن الاستثمار في النفط.
ولم تتحرك الإدارة الأميركية للمطالبة بزيادة الإنتاج النفط محلياً.
ثم تعود وتطالب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة، بعدم الالتزام بقرارات «أوبك بلس» وزيادة الإنتاج.
المنظمة النفطية وضعت خطة استراتيجة منذ أكثر من عام لإعادة الأسعار كما كانت وحسب طلب ورغبة الرئيس السابق… وبدأت بضخ 400 ألف برميل شهرياً، حسب أوضاع سوق البترول.
لماذا لم تستعمل مهمتك السيد الرئيس وتستخدم المخزون النفطي الاستراتيجي المحلي لتهدئة الأسعار مع وصول المنظمة إلى معدلاتها الماضية من الإنتاج واحتمال زيادة إنتاجها في مايو من العام المقبل.
السيد الرئيس، تطالبنا بالكثير ولا تطالب شركاتك المحلية النفطية بعمل شيء ولا حتى بتنفيذ سياسة الاكتفاء الذاتي المحلي. وتهددنا بمزيد من الإجراءات في الوقت نفسه.
ولاحقاً ستلاحقنا بأننا المسيئون الأكبر بتدمير البيئة…. فعلاً سياستكم النفطية تحيرنا وترعبنا.