محمد يوسف : الحثالة تنثر أوساخها
يغيب شهرين أو ثلاثة، ثم يظهر، ينتفض، مثل دجاجة أصابها البلل، وينثر ما علق به من تراب وغبار، ومعهما أوساخ سنين من العمل في الخفاء، متستراً بأردية لم تكن يوماً على مقاسه.
«حثالة» يتجنبها الجميع، مختومة بعشرات «الدمغات» المحذرة من الاقتراب منه، فهذا الشخص «كيس أوبئة»، تراكمت عبر أفعاله المشينة، فقد كان يوضع في الواجهة، ليمهد الطرق للذين يكرهون أمة، هو للأسف ينتمي لها، وعرف عنه أنه كاذب، ومخادع، وخائن، وسارق، ووقح، متاجر بالذمم، يبيع كل شيء مقابل تكدس الأموال في حساباته السرية، وأي شيء بالنسبة له، يمكن أن يسوّق في مكان ما، وهو عدو للشرف والأمانة والصدق والنزاهة والوفاء.
ومتى ظهر إلى العلن، نثر قذارته في بضع كلمات، يعتقد أن استمراره في إثارة مشاعر البعض، ستزيد من عمره الافتراضي، رغم أن عبارة «منتهي الصلاحية»، مطبوعة على جبينه، ولا يسمعه أو يندفع خلفه، إلا من كانوا على شاكلته، من انتهوا وانزووا بعيداً عن صناعة الأحداث في بلاد العرب، فأصبحت ديار الفرنجة والأعاجم ملاذهم، سواء كانوا من أتباع الإخوان ذراع الفتنة الكبرى التي رعاها ومولها، أو أتباع عصابات بيع السلاح وتهريب المخدرات وغسيل الأموال.
قال عنه الدكتور أنور قرقاش «أشفقت على وضعه عند قراءة تغريدته، فهو ليس أكثر من باحث عن دور، بعد أن فقد موقعه، وأصبح صوتاً من الماضي، ارتبط بالفتن والمؤامرات، سيرته العملية خليط غريب من التناقضات، ورغم كل الجاه والمال، إلا أن الحكمة غائبة عنه، ويبقى حديثه مجرد صدى صوت بالكاد يسمع»، وهذا كلام ينقل حقيقة ذلك الشخص، اختصره الدكتور أنور في وصف معبّر عن الشخصية المدمرة، التي لا تزال تحاول أن تستغل كل ثغرة يمكن أن ترى منها النور.
لن نذكر اسمه، فهو لا يستحق أن يذكر، ولكننا نُذَكِّرُ غيره، بأن اللعب على الحبال انتهى زمانه!