فريد أحمد حسن : لا خلاف للسعودية مع “حزب الله”
قول أمل أبو زيد، مستشار الرئيس اللبناني ميشال عون للشؤون الروسية لتلفزيون الجديد «إن السعودية لديها خلاف مع «حزب الله» لكنها تعاقب اليوم الدولة اللبنانية ككل» قول مغلوط ولا يعبر عن الواقع والحقيقة، فالسعودية لا تختلف مع «حزب الله» لأنه باختصار مكون سياسي، والدولة -خصوصاً إن كانت بحجم ومكانة وقوة وتأثير السعودية- لا تدخل في حوار مع مكون سياسي أياً كان تأثيره في بلاده. السعودية تختلف مع دولة وليس مع مكون سياسي. وهذا يعني باختصار أيضاً أن لبنان هو المسؤول عن أخطاء المكونات السياسية لديه وعليه أن يتعامل معها بطريقة تضمن له عدم تأثره بأخطائها، فالدول ليست معنية بتحمل أخطاء مكونات لبنان السياسية ولا بتحمل أخطاء أفرادها.
«حزب الله» الذي هو في حقيقته «حزب إيران في لبنان» يتحمل مسؤوليته تجاه الحكم في لبنان إن تطاول على الدول الأخرى، وعلى الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الدول الأخرى إن تطاول هذا الحزب أو غيره على تلك الدول. ليس منطقاً وليس مقبولاً القول بأن السعودية مختلفة مع هذا الحزب أو ذاك حيث الصحيح هو القول بأن السعودية مختلفة مع هذه الدولة أو تلك. السعودية مملكة عظمى، و«حزب الله» مكون سياسي يظل صغيراً مهما كبر شأنه ومهما كان تأثيره في الداخل اللبناني.. أو في إيران.
تجاوزات المكونات السياسية في لبنان على الآخرين يتحملها لبنان وليس تلك المكونات. لبنان هو المسؤول عنها وهو الذي -منطقا- يتحمل أخطاءها وتجاوزاتها تجاه الآخرين. وطالما أن تجاوزات ذاك الحزب زادت وتكررت لذا صار على الحكم في لبنان أن يضع لها وله حداً وإلا فإنه -منطقاً أيضاً- يغامر بعلاقاته بالدول الأخرى وأولها السعودية التي كان يمكن أن يأكل بسببها من بين يديه ومن خلفه ويذوق أبناؤه رغد العيش.
حل المشكلة القائمة بسيط وهو بيد لبنان وليس بيد السعودية.