السيــد زهـــره: بـ3 آلاف جنيه؟!!
يقول الخبر إن نائبة بريطانية اعترفت بتلقيها مبلغ 3 آلاف جنيه إسترليني من شركة محاماة، واستخدمت مكاتب بريطانية رسمية من أجل مهاجمة السعودية. وتبين أن شركة المحاماة تتولى قضايا الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا وجهات خارجية. كما تلقى نائب بريطاني آخر مبلغ 6 آلاف جنيه لنفس الغرض.
البعض حتى في بريطانيا اعتبر أن ما حدث من النائبين بمثابة فضيحة. والحقيقة أن الأمر ليس جديدا وأصبح من الأمور العادية. نعني أنه ليس غريبا أن يخرج نواب وساسة وكتاب وناشطون في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية يهاجمون السعودية ودول الخليج العربية والدول العربية عموما.
هذه الحملات الظالمة وتعمّد التشويه والتحريض على دول الخليج العربية بالذات أصبحت نمطا دائما في الحياة السياسية والإعلامية في الغرب منذ سنوات طويلة.
ومع هذا يأتي هذا الكشف الأخير لينبهنا إلى جوانب وقضايا مهمة.
هذا الكشف الأخير ينبه مجددا إلى حقيقة أن هذه الحملات السياسية والإعلامية ليست مجرد تعبير عن آراء أو مواقف شخصية لنائب أو سياسي أو كاتب، وإنما هي حملات منظمة مدفوعة الأجر.
نعرف جميعا ما عانته دولنا على امتداد السنوات الطويلة الماضية نتيجة هذه الحملات المنظمة. نعلم مثلا كيف إن أحداث 2011 سبقتها ورافقتها حملات شرسة منظمة لتشويه الدول العربية والتحريض عليها قادتها منظمات ومؤسسات كثيرة جدا في الغرب تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والتغيير، وكيف اتضح أنها كانت تندرج في إطار أجندات كبرى لتقسيم وتدمير الدول العربية.
كل هذه الحملات مدفوعة الأجر بطبيعة الحال.
الذي يتولى الدفع مباشرة مراكز ومنظمات ومؤسسات مثل شركة المحاماة في حالة النائبين البريطانيين.
غير أن هذه الجهات ليست سوى واجهة للتمويل بينما يأتي التمويل أساسا من دول لديها أجندات تخريبية للدول العربية هي التي تدفع للمؤسسات البحثية والسياسية والإعلامية والأفراد، وهي أساسا التي تضع أجندة ما تروج له هذه الجهات في حملاتها ضد الدول العربية.
البعض يستغرب كيف يمكن لنائبة بريطانية أن تسمح لنفسها بمهاجمة السعودية بهذا الشكل في مقابل 3 آلاف جنيه فقط، وهو مبلغ يعتبر زهيدا جدا؟
هذا أيضا يكشف عن جانب مهم آخر في الحملة على دولنا في الدول الأوروبية.
نعني بذلك حقيقة العنصرية المتأصلة في بريطانيا والدول الأوروبية والكراهية للعرب والدول العربية.
المسألة بالنسبة إلى هذه النائبة وأمثالها ليست في المبلغ الذي تحصل عليه وما إذا كان صغيرا أو كبيرا. المسألة أنها هي نفسها عنصرية وتكنّ كراهية عنصرية شديدة للسعودية والدول العربية. ولهذا من الجيد بالنسبة إليها أن تحصل على مبلغ زهيد مثل هذا، فهذه هي آراؤها ومواقفها على أي حال.
هذه العنصرية المستشرية في بريطانيا والدول الأوروبية وهذه الكراهية المتأصلة للعرب والدول العربية هي القاعدة الأساسية التي تقوم عليها حملات التشويه والتحريض ضد دولنا.
على أي حال، ما نريد أن نذهب إليه أن قضية النائبين البريطانيين الأخيرة وما كشفت عنه تجيء لتذكرنا بثلاثة أمور:
الأول: أن الحملة على دولنا التي تستهدف أمنها واستقرارها وتحرض عليها لم تنته، بل هي مستمرة وسوف تزداد ضراوة في الفترة القادمة.
والثاني: أننا نواجه حملات منظمة مدفوعة الأجر وفق أجندات سياسية كبرى تتبناها دول وعديد من المنظمات والمؤسسات في الغرب.
ومواجهة هذه الحملات لا يمكن أن يتم إلا وفق خطة منظمة بعيدة المدى.
والثالث: أنه في الخلفية من كل هذا عنصرية متأصلة في الغرب وكراهية لنا ولدولنا.
التنبه لهذه الجوانب الثلاثة يجب أن يحكم تصرف الدول العربية مع هذه القضية ويحكم أيضا علاقاتها مع الدول الأوروبية.