رأي في الحدث

عبدالمنعم ابراهيم: قطر تشعل أعواد الثقاب في الآخرين.. لكن النيران ستلتهمها أيضا

قامت‭ ‬الشقيقة‭ ‬السعودية‭ ‬بدور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬اقناع‭ ‬التحالف‭ ‬الرباعي‭ ‬لإنهاء‭ ‬المقاطعة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لقطر‭ ‬والتوقيع‭ ‬معها‭ ‬على‭ (‬اتفاق‭ ‬العلا‭) ‬على‭ ‬أمل‭ ‬ان‭ ‬تستجيب‭ ‬قطر‭ ‬لمطالبات‭ (‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬ومصر‭) ‬بالكف‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة،‭ ‬ولكن‭ ‬قطر‭ ‬وقعت‭ ‬ذلك‭ (‬الاتفاق‭) ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تلتزم‭ ‬بالشروط،‭ ‬وواصلت‭ ‬سياستها‭ ‬المضرة‭ ‬بالدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والخليجية‭ ‬واعتبرت‭ ‬توقيع‭ (‬اتفاق‭ ‬العلا‭) ‬مكسباً‭ ‬لها‭ ‬بإنهاء‭ ‬المقاطعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التزامات‭ ‬سياسية‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬تجاه‭ ‬الآخرين‭!‬

وتنفيذاً‭ ‬للمقولة‭ ‬القديمة‭ ‬والشعر‭ ‬العربي‭ (‬إذا‭ ‬أكرمت‭ ‬اللئيم‭ ‬تمردا‭) ‬قامت‭ ‬قطر‭ ‬بالإساءة‭ ‬للسعودية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬اقنعت‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬الرباعي‭ ‬بإنهاء‭ ‬المقاطعة‭ ‬لقطر‭ ‬وتوقيع‭ (‬اتفاق‭ ‬العلا‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬دفعت‭ ‬قطر‭ ‬6000‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬لنائب‭ ‬بريطاني‭ (‬كريسبن‭ ‬بلانت‭) ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬ونائبة‭ ‬بريطانية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬فلسطينية‭ (‬ليلى‭ ‬موران‭) ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الاحرار‭ ‬بلغ‭ ‬3000‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬خصصت‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ (‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬السعودية‭)! ‬وقد‭ ‬قاما‭ ‬بتشويه‭ ‬الحقائق‭ ‬ضد‭ ‬المملكة‭ ‬والإساءة‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬ملف‭ (‬حقوق‭ ‬الانسان‭)! ‬وأثار‭ ‬ذلك‭ ‬ضجة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني‭ ‬بين‭ ‬النواب،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬مشاركتهما‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬تلقي‭ ‬أموال‭ ‬واستخدامها‭ ‬لمكتبيهما‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬حيث‭ ‬ينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬استخدام‭ ‬النواب‭ ‬المرافق‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬برلماني،‭ ‬وبحسب‭ ‬الزميلة‭ (‬الشرق‭ ‬الأوسط‭) ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭: ‬كشفت‭ ‬موران‭ ‬عن‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬شركة‭ ‬المحاماة‭ (‬بيند‭ ‬مانز‭) ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وأنها‭ ‬تقاضت‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬40‭ ‬ساعة‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬نفسها،‭ ‬فيما‭ ‬تلقى‭ (‬بلانت‭) ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭! ‬ولم‭ ‬تكشف‭ ‬التحقيقات‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬الجهة‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬خلف‭ ‬تمويل‭ ‬شركة‭ ‬المحاماة‭ (‬بيند‭ ‬مانز‭)‬،‭ ‬لكن‭ ‬مصادر‭ ‬صحفية‭ ‬متعددة‭ ‬اشارت‭ ‬الى‭ ‬ضلوع‭ (‬قطر‭) ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التمويل‭ ‬المالي‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ (‬السجناء‭ ‬في‭ ‬السعودية‭).. ‬وتسببت‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬عاصفة‭ ‬بالبرلمان،‭ ‬اذ‭ ‬اقترح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ (‬بوريس‭ ‬جونسون‭) ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬مؤخراً‭ ‬تعديل‭ ‬مدونة‭ ‬السلوك‭ ‬البرلمانية‭ ‬لمنع‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أجور‭ ‬عن‭ ‬عملهم‭ ‬كمستشارين‭ ‬سياسيين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ (‬الترويج‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬زعيم‭ (‬حزب‭ ‬العمال‭) ‬كيرستارمر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ (‬جونسون‭) ‬بإجراء‭ (‬تحقيق‭ ‬مستقل‭) ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬فعلاً‭ (‬اجتثاث‭ ‬الفساد‭).‬

والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬يتوقف‭ ‬أمام‭ ‬إصرار‭ (‬قطر‭) ‬على‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬وكذلك‭ ‬الإساءة‭ ‬الى‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬الرباعي‭ (‬الامارات‭ ‬والبحرين‭ ‬ومصر‭) ‬رغم‭ ‬توقيعها‭ ‬على‭ (‬اتفاق‭ ‬العلا‭) ‬بالمصالحة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬تكرر‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬قطر‭ (‬الازدواجية‭) ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬المواقف‭ ‬السلبية‭ ‬والمضرة‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى؟

كثير‭ ‬من‭ ‬المحليين‭ ‬يرون‭ ‬ان‭ (‬قطر‭) ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬مركزية‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ (‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭)‬،‭ ‬فهناك‭ (‬قطب‭ ‬سياسي‭ ‬قديم‭) ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يمسك‭ ‬بأوراق‭ ‬اللعبة‭ ‬السياسية،‭ ‬وتمسك‭ ‬بنشر‭ ‬سياسة‭ (‬الفوضى‭ ‬الأوبامية‭) ‬القديمة،‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الثورات‭ ‬الدموية،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬انحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وتستخدم‭ ‬ذراعها‭ ‬الإعلامي‭ ‬قناه‭ (‬الجزيرة‭) ‬القطرية‭ ‬وفروعها‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة‭ ‬التدميرية‭ ‬بحق‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬اسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬وهدم‭ ‬الأوطان،‭ ‬ومهما‭ ‬ادعت‭ (‬قطر‭) ‬رسمياً‭ ‬نفيها‭ ‬لضلوعها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الآخرين‭ ‬عبر‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬القطرية‭ ‬الا‭ ‬ان‭ (‬القطب‭ ‬القديم‭) ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يمسك‭ ‬بالقرارات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وسوف‭ ‬تستمر‭ ‬قطر‭ ‬تعيش‭ ‬هذه‭ (‬الازدواجية‭ ‬السياسية‭) ‬وتحرج‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬سلبي‭ ‬وتدميري‭ ‬بحق‭ ‬الآخرين،‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬تحسم‭ ‬مسألة‭ ‬سلطة‭ (‬اتخاذ‭ ‬القرار‭) ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الرسمية‭ ‬لقطر،‭ ‬ويكون‭ ‬هناك‭ ‬صوت‭ ‬واحد‭ ‬للدولة،‭ ‬وليس‭ ‬صوتان‭.. ‬أحدهما‭ ‬يريد‭ ‬المصالحة‭ ‬وآخر‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬أوهام‭ ‬قيادة‭ (‬الثورة‭ ‬العربية‭) ‬بالمفهوم‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأوبامي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ولذلك‭ ‬نكتشف‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ (‬مصيبة‭) ‬جديدة،‭ ‬وفضيحة‭ ‬أخرى‭ ‬تقع‭ ‬فيها‭ ‬قطر‭ ‬وتفتح‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬أبواب‭ ‬الجحيم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.. ‬فهي‭ ‬تشعل‭ ‬الحرائق‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬ان‭ ‬النيران‭ ‬سوف‭ ‬تشتعل‭ ‬تحت‭ ‬قدميها‭ ‬يوما‭ ‬ما‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى