رأي في الحدث

عبدالمنعم ابراهيم: فضائح متتالية أمام «قطر» قبيل المونديال

فضائح‭ ‬النظام‭ ‬القطري‭ ‬بدأت‭ ‬تتراكم‭ ‬قبيل‭ ‬استضافة‭ (‬الدوحة‭) ‬تنظيم‭ ‬مونديال‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬منها‭ ‬شكوى‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭ ‬أثناء‭ ‬تشييدهم‭ ‬ملاعب‭ ‬ومرافق‭ ‬ومنشآت‭ ‬البطولة‭ ‬الكروية‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬وانعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬العمال‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي،‭ ‬وعدم‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬رواتبهم‭ ‬وأجورهم،‭ ‬وتردي‭ ‬أوضاعهم‭ ‬المعيشية‭ ‬في‭ ‬مساكن‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬وغير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للسكن‭.. ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬مجددا‭ ‬مطالبة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسافرات‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة،‭ ‬بينهن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاستراليات،‭ ‬بمحاكمة‭ ‬قطر‭ ‬لما‭ ‬تعرضن‭ ‬من‭ ‬إساءة‭ ‬وخدش‭ ‬للحياء‭ ‬بعد‭ ‬إجبارهن‭ ‬على‭ (‬الفحص‭ ‬الجسدي‭) ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬حساسة‭ ‬لهن‭ ‬إثر‭ ‬اكتشاف‭ ‬رضيع‭ ‬مولود‭ ‬توا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬حمامات‭ ‬مطار‭ ‬الدوحة‭.. ‬وطبعاً‭ ‬هناك‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للانتخابات‭ (‬الصورية‭) ‬التي‭ ‬أعدتها‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬انتخاب‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬بعد‭ ‬استبعاد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الترشح،‭ ‬وتصنيفهم‭ ‬درجة‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬مثل‭ ‬قبيلة‭ (‬المرة‭) ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬نفسها‭.‬

وآخر‭ ‬الفضائح‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬قطر‭ ‬مؤخرا‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ (‬فيفا‭) ‬سيب‭ ‬بلاتر‭ ‬لجريدة‭ ‬لوموند‭ ‬الفرنسية،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬أن‭ ‬فوز‭ ‬قطر‭ ‬بتنظيم‭ ‬مونديال‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬2022‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عادلاً،‭ ‬ولولا‭ ‬تدخل‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأسبق‭ (‬نيكولا‭ ‬ساركوزي‭) ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬السابق‭ (‬ميشيل‭ ‬بلاتيني‭) ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬قطر‭ ‬لتفوز‭ ‬باستضافة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬وقال‭ (‬بلاتر‭): ‬‮«‬إن‭ ‬القطريين‭ ‬لعبوا‭ ‬بالورقة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬حيث‭ ‬وجه‭ (‬ساركوزي‭) ‬دعوة‭ ‬إلى‭ (‬بلاتيني‭) ‬لحضور‭ ‬مأدبة‭ ‬غداء‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬نوفمبر‭ ‬2010‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الإليزيه،‭ ‬حضرها‭ ‬أمير‭ ‬قطر‭ ‬الحالي‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬ولياً‭ ‬للعهد‭ ‬آنذاك،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬المأدبة‭ ‬أخبره‭ ‬بلاتيني‭ ‬أن‭ ‬ساركوزي‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬دعم‭ ‬قطر‮»‬،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ (‬جرى‭ ‬بيع‭ ‬نادي‭ ‬‮«‬باريس‭ ‬سان‭ ‬جيرمان‮»‬‭ ‬الفرنسي‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬بعد‭ ‬فوزها‭ ‬بتنظيم‭ ‬مونديال‭ ‬2022‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬ارتباط‭ ‬بنسبة‭ ‬مائة‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭).‬

هذه‭ ‬الاعترافات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ (‬سيب‭ ‬بلاتر‭) ‬لجريدة‭ (‬لوموند‭) ‬الفرنسية‭ ‬تكشف‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬عن‭ ‬الأدوار‭ ‬الخبيثة‭ ‬التي‭ ‬تلجأ‭ ‬إليها‭ (‬قطر‭) ‬في‭ ‬عقد‭ ‬الصفقات‭ ‬السياسية‭ ‬والرياضية،‭ ‬واستخدامها‭ ‬المال‭ ‬لشراء‭ ‬ذمم‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭ ‬من‭ ‬الرياضة‭ ‬حتى‭ ‬عقد‭ ‬الصفقات‭ ‬المريبة‭ ‬مع‭ ‬الإرهابيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لاستخدامهم‭ ‬ضد‭ ‬الآخرين‭! ‬فقد‭ ‬فعلت‭ ‬قطر‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ (‬القاعدة‭) ‬و‭(‬داعش‭) ‬و‭(‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭) ‬والجماعات‭ ‬الصومالية‭ ‬المتطرفة‭ ‬و‭(‬الحوثيين‭)‬،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬مع‭ (‬حركة‭ ‬طالبان‭) ‬في‭ ‬عقد‭ ‬صفقة‭ ‬سيطرتهم‭ ‬على‭ ‬أفغانستان‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي‭.‬

هذا‭ ‬كله‭ ‬يعرفه‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ (‬قطر‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يحرك‭ ‬ساكنا‭ ‬لوقف‭ ‬تلاعب‭ ‬قطر‭ ‬بالآخرين،‭ ‬واستخدامها‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬الذمم‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬الآخرين،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬حكومات‭ ‬أو‭ ‬دولا‭ ‬أوروبية‭ ‬أو‭ ‬منظمات‭ ‬رياضية‭ (‬كالفيفا‭) ‬أو‭ ‬أفراداً‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬القطري‭.. ‬مثلاً‭ ‬شخص‭ ‬مثل‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأسبق‭ (‬ساركوزي‭) ‬يَمثُل‭ ‬حالياً‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬تهم‭ ‬فساد‭ ‬كثيرة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الاستعانة‭ ‬بأموال‭ ‬ليبية‭ ‬دفعها‭ ‬الرئيس‭ (‬معمر‭ ‬القذافي‭) ‬آنذاك‭ ‬لتمويل‭ ‬حملة‭ (‬ساركوزي‭) ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭! ‬وبالطبع‭ (‬ساركوزي‭) ‬حين‭ ‬طلب‭ ‬من‭ (‬بلاتيني‭) ‬دعم‭ ‬قطر‭ ‬للفوز‭ ‬بتنظيمها‭ ‬مونديال‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬غنيمة‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬عقارية‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قطر‭.‬

وهذا‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬تشكيك‭ ‬خبراء‭ ‬قانونيين‭ ‬فرنسيين،‭ ‬وما‭ ‬صرحوا‭ ‬به‭ ‬لصحيفة‭ (‬الفيغارو‭) ‬الفرنسية‭ ‬مؤخراً‭ ‬حول‭ ‬نتائج‭ ‬وصدور‭ ‬أحكام‭ ‬من‭ (‬محكمة‭ ‬لاهاي‭) ‬الدولية‭ ‬سابقاً‭ ‬بخصوص‭ ‬الخلاف‭ ‬الحدودي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر،‭ ‬وقالوا‭ ‬إن‭ (‬المحكمة‭ ‬الدولية‭) ‬لم‭ ‬تنصف‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي،‭ ‬وأنها‭ ‬اكتفت‭ ‬بإلغاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬وثيقة‭ ‬مزورة‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعتبرها‭ ‬دليل‭ ‬إدانة‭ ‬ضد‭ ‬قطر‭ ‬للتلاعب‭ ‬بحيادية‭ ‬القضاء‭ ‬الدولي‭! ‬وأن‭ ‬الحكم‭ ‬حرم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬وثروات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ (‬فشت‭ ‬الديبل‭) ‬التي‭ ‬حكموا‭ ‬بتبعيتها‭ ‬لقطر‭ ‬وليس‭ ‬للبحرين،‭ ‬واعتمدوا‭ ‬الخريطة‭ ‬البريطانية‭ ‬مستبعدين‭ ‬الخريطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭!‬

هذا‭ ‬كله‭ ‬يكشف‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬تستخدم‭ ‬المال‭ ‬والاحتيال‭ ‬لشراء‭ ‬الذمم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬كسب‭ ‬قضاياها‭ ‬المزورة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والرياضة‭ ‬والقضاء‭ ‬والإرهاب‭ ‬الدولي‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى