أسلحة تركيا ساعدت آبي أحمد في حربه ضد جبهة تيجراي
سلطت وكالة «فرانس برس» الفرنسية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، الضوء على مبيعات تركيا للأسلحة، وتعميق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان للعلاقات الدفاعية مع الدول الأفريقية قبل قمة الشراكة التركية الأفريقية لزعماء القارة في إسطنبول، التي تبدأ يوم الجمعة وتستمر يومين.
يقول الخبراء إن المرحلة التالية من هذه العلاقة بين تركيا والدول الأفريقية سريعة الازدهار هي الأمن، حيث يتطلع مجموعة من القادة الأفارقة إلى شراء معدات عسكرية بأسعار أرخص وبشروط أقل. حيث أكد زعماء وكبار الوزراء من 39 دولة -من بينهم 13 رئيسًا- الحضور، ومن المقرر أن يلقي أردوغان خطابًا يوم السبت.
وبحسب الوكالة الفرنسية، تمتلك أنقرة بالفعل قاعدة عسكرية في الصومال، ويقال إن المغرب وتونس تسلمتا أول شحنة من الطائرات المقاتلة التركية دون طيار في سبتمبر. وأبدت أنجولا اهتمامًا بالطائرات المسيرة خلال زيارة أردوغان الأولى في أكتوبر.
كما وقعت تركيا في أغسطس على تعهد تعاون عسكري مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، المتورط في حرب مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على مدار العام الماضي.
وقال الباحث في العلاقات الدولية في جامعة جنوة، فيديريكو دونيلي، لوكالة «فرانس برس»: «القطاع الأهم هو قطاع الدفاع لأنه أصل جديد. لقد اهتمت تركيا هذا القطاع كثيرًا، وخاصة الطائرات المسيرة».
كانت روسيا هي اللاعب المهيمن في سوق الأسلحة الأفريقية، حيث استحوذت على 49 % من واردات القارة بين عامي 2015 و2019، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
يزداد الطلب على طراز «بيرقدار تي بي 2»، من صنع شركة بيرقدار الخاصة، التي يديرها أحد أصهار أردوغان، بعد أن كان لها الفضل في تأرجح مصير النزاعات في ليبيا وإقليم ناجورنو كاراباخ.
وتفاخر أردوغان بعد زيارة أنجولا ونيجيريا وتوجو في أكتوبر: «في كل مكان أذهب إليه في إفريقيا، يسأل الجميع عن الطائرات المسيرة».
وقال مصدر غربي إن تركيا أرسلت عددًا لم يكشف عنه من الطائرات المسيرة لدعم حملة آبي أحمد في وقت سابق من هذا العام، لكن أنقرة استجابت منذ ذلك الحين للضغوط الدولية وأوقفت المبيعات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في أكتوبر إن «إثيوبيا يمكن أن تشتري هذه الطائرات المسيرة من أي شخص تريده»، ولم يؤكد أو ينفي المبيعات.
وارتفعت صادرات الدفاع والطيران التركية إلى إثيوبيا إلى 94.6 مليون دولار بين يناير ونوفمبر من حوالي 235 ألف دولار في نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا للأرقام التي نشرتها جمعية المصدرين الأتراك. كما شهدت المبيعات إلى أنجولا وتشاد والمغرب قفزات مماثلة.
قال الباحث دونيلي: «الآن لدى تركيا بطائرات مسيرة المزيد من الأوراق لتلعبها عندما يتعين عليها المساومة مع دول أخرى، هذه ورقة مساومة جيدة جدا لتركيا».
أصر رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، نيل أولباك، «على أن العلاقة المتنامية لا تتعلق فقط بالأسلحة، نحن نهتم بقطاع الدفاع وعلاقاتنا مع أفريقيا. لكنني أود أن أؤكد أنه إذا نظرنا إلى قطاع الدفاع على أنه أسلحة وصواريخ ومدافع ودبابات وبنادق، فسيكون هذا خطأ».
وسلط الضوء على مركبات إزالة الألغام التركية في توجو، والتي تعتبر مبيعات للصناعات الدفاعية.
ووافق الباحث دونيلي على ذلك، في إشارة إلى خطط توجو لتحسين جيشها بدعم من تركيا من خلال التدريب والعربات المدرعة والأسلحة وأنواع أخرى من المعدات.
وبحسب ما ورد أنشأت تركيا شبكة من 37 مكتبًا عسكريًا في جميع أنحاء إفريقيا، بما يتماشى مع هدف أردوغان المؤكد المتمثل في مضاعفة حجم التجارة السنوية مع القارة إلى ثلاثة أضعاف إلى 75 مليار دولار في السنوات المقبلة.