سوسن الشاعر : يا له من يوم أسود لإيران وعملائها
بعد قاسم سليماني أعلنت إيران بالأمس عن وفاة أحد أكبر ضباطها في الحرس الثوري الإيراني «حسن إيرلو» الذي وظفته إيران في اليمن كسفير لها، وهو من ضباط الدفاع جوي، ويعد إيرلو المهندس الأساسي للضربات الجوية للحوثيين الموجهة للمملكة العربية السعودية كما إنه «خبير أسلحة مضادة للطائرات».
ويعتبر العسكري الإيراني النافق من الضباط الأساسيين في فيلق القدس الذي كان يقوده قاسم سليماني، وينتمي لعائلة كان معظم أفرادها في الحرس الثوري.
وقد فرضت الولايات المتحدة نهاية العام الماضي، عقوبات على إيرلو، لدوره في تنسيق التعاون بين الحرس الثوري والحوثيين.
وكانت إيران قد طلبت من المملكة العربية السعودية عبر وسطاء إجلاء إيرلو لأسباب إنسانية وعذرها أنه أصيب بفيروس كورونا، في حين أن معلومات تفيد أنه أصيب بإحدى الغارات الجوية التي شنها التحالف ضد الحوثيين!!
ووافقت السعودية على الطلب وقد حطت في مطار صنعاء طائرة عراقية أخذت معها المنكوب إيرلو ونقلته لإيران وهناك أعلن عن وفاته بالأمس.
وأياً كان سبب نفوق هذا المجرم كورونا أو قصف التحالف فإنه يوم أسود لإيران ولعملائها ومصير أصبح ثابتاً لكل جرذ إيراني أو عميل لها والبقية في موضع الاستهداف.
ترى كم إيراني سيضحي بهم النظام من أجل أحلامه الطاووسية وطموحاته التوسعية؟ وكم الخسائر المالية التي سيتكبدها من أجل الحفاظ على أماكن وضع اليد التي حظي بها بالتعاون مع عملائه العرب؟ وكل ذلك على حساب الشعب الإيراني ورفاهيته ومعيشته، إذ يبقي أكثر من 40% منهم تحت خط الفقر ويصرف أمواله على أغراض عسكرية تحت ضغط الأوهام الطاوسية التي تضلله.
المشكلة أن شعوب المنطقة لا الشعب الإيراني تدفع الثمن معه، فمعاناة اللبنانيين والعراقيين بسبب سيطرة الميليشيات الإيرانية وعملائها لا تنتهي وها هو الشعب اليمني الذي ظل يعيش على المساعدات الإنسانية بسبب الاحتلال الإيراني يدفع اليوم ثمناً باهظاً برفع الحصانة عن مطار صنعاء، فهذا الحادث الذي تعرض له سفيرها في اليمن، تزامن مع طلب قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إجلاء المدنيين من مطار صنعاء بعد أن استخدمته إيران طوال الفترة السابقة لنقل الصواريخ الباليستية تحت سمع وبصر جميع المنظمات الدولية العاملة في اليمن بحجة المساعدات الإنسانية، إلى أن قررت المملكة أن التعامل الإنساني لا يصلح مع نظام كنظام العمائم الإيراني، لذلك أنه يوم أسود لا لإيران فحسب بل لليمنيين كذلك فمطار صنعاء ظل مخصصاً لنقل المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المنكوب وفق لاتفاقيات دولية حصنت المطار من القصف طال الفترة الماضية، ولكن لا النظام الإيراني ولا الحوثيين لهم إلا ولا ذمة ولا دين ولا خلق، فاستخدموا الحصانة الإنسانية للأعمال الإرهابية فعن طريق هذا المطار كانت الطائرات المسيرة المفخخة تطلق على جنوب المملكة موجهة لمطاراتها ولحقولها النفطية، معرضين المدنيين للخطر، وهكذا هم يرتكبون كل المعاصي الدينية ويسوقون لأنفسهم على أنهم أمة الإسلام «مكرم الدين عنهم وعن مساوئهم».
لذلك وجه التحالف أكثر من ضربة للمطار ومحيطه أصيب فيها «إيرلو» بفيروس «كورونا»!!