موسيقى مُعادة التدوير
تستعمل مجموعة من الشباب والمراهقين، من ذوي الإمكانيات المادية المحدودة، المنضوين في أوركسترا موسيقية، آلات مصنوعة من المواد والنفايات المُعاد تدويرها لعزف أحلى الألحان.
وتقوم الأوركسترا، القادمة من أحد أفقر أحياء العاصمة الإسبانية مدريد بتقديم حفلات موسيقية بمواصفات فنية وجميلة.
كريستينا فاسكيز، التي تشرف على إدارة الحفلة الموسيقية، قالت لـ “يورونيوز”: “لم أكن أصدق أنني سأعزف على الكمان. في المرة الأولى التي أخبرت فيها عائلتي قالوا إنهم يعتقدون أنه من الرائع أن أقوم بأمر كهذا، لكنهم فوجئوا أيضًا، لأننا في الحي الذي نعيش فيه ليس من الطبيعي أن تتعلم فتاة تبلغ من العمر اثني عشر عاما العزف على الكمان، إضافة إلى أنني فتاة غجرية”.
أما لويس ميغيل مونيوز، عازف الإيقاع في الأوركسترا، فلم يُخفِ سعادته بالمشاركة في الفرقة الموسيقية، حيث قال: “لطالما كانت الموسيقى بالنسبة لي هي الهروب من مشاكل الحياة بشكل عام. لقد غيّرتني الموسيقى وشعرت بهذه السعادة، والحقيقة أن الوجود هنا يعني الهدوء والسلام والسعادة”.
وأكد لويس ميغيل مونيوز أنه عندما رأى الطبول المعاد تدويرها لأول مرة، اعتقد أنها ستبدو سيئة، ولكن يبدو أن بعض “اللمسات السحرية” حوّلت الحلم إلى حقيقة.
وأوضح فيكتور جيل، الذي جاء من الأرجنتين ويقوم بإعادة تدوير النفايات محوّلا إياها إلى آلات موسيقية، أن الفكرة الأساسية هي العمل مع الأطفال الذين تكون دروس الموسيقى بالنسبة لهم بعيدة المنال، بسبب المشاكل الاجتماعية والعائلية. لذلك فهو يقوم “بإحضار الموسيقى إلى الأطفال”، لمنحهم فرصة تعلّم العزف، حيث تمنح كما يقول “السكوتر الفرصة لأحدهم لكي يُصبح عازف غيتار، وتمنح بعض علب الصفيح فرصة ليُصبح أحدهم عازفا للكمان”.
وقال فرناندو سولير، الذي يعزف على إحدى الآلات الموسيقية المعاد تدويرها: “إنهم ليسوا محترفين، لكنهم أطفال ويبذلون جهدا كبيرا. إنهم يدرسون الدرجات ويريدون الاستفادة القصوى من هذه الفرصة، وقد تم قبول بعض الشباب في معهد الموسيقى، لذلك لن نخذلهم”.