حمد سالم المري: “حماس” الفارسية
كل دقيقة تمر تتضح صورة حركة “حماس” الإخوانية أكثر انها أداة في يد ملالالي طهران، وأصبحت حالها أشد من “حزب الله” اللبناني الذراع العسكرية في المنطقة، وذلك لزعمها أنها حركة عربية سنية هدفها تحرير فلسطين وعودة القدس لأهله العرب السنة، وهي في حقيقتها أداة في يد الاستخبارات الإيرانية لتفتيت العرب السنة، وضربهم من الداخل لتحقيق أطماع إيران في المنطقة.
مل الكثير من منتمي جماعة “الإخوان المفلسين” في العالم من التبرير والدفاع عن أفعال وأقوال أعضاء حركة “حماس” التي أصبحت إيرانية أكثر من كونها عربية، وتبريرها، ودفاعها عن كل تمارسه إيران من أفعال تهديد لأمن المنطقة وتدخل في شؤون دولها.
أبنت “حماس” الإخوانية المقبور عماد مغنية المتورط في عمليات إرهابية في دول عدة عربية، منها الكويت، التي خطف طائرتها الجابرية عام 1988 وقتل مواطنين من ركابها، رحمهم الله، وهو أيضا قائد استخبارات العمل الميداني في سورية ضد الشعب السوري الذي راح بسببه مئات الضحايا، ودمرت مئات المنازل، وكأن لسان حالها تؤيد ما فعله.
وأبنت أيضا قائد “فليق القدس” الإيراني قاسم سليماني المسؤول الأول عما يحدث من قتل وتدمير في العراق وسورية، وعاقبت كل فلسطيني عايش في غزة، وازال صور سليماني من على الجدران، واتهامه بالخيانة والإرهاب، ولم تكتف هذه الحركة بذلك، بل ظهر علينا محمود الزهار القيادي في الحركة بتصريح جديد بمناسبة ذكرى اغتيال المقبور سليماني، ينعت فيه كل من فرح باغتياله بشواذ تاريخ هذه الأمة، كما وصفه بالشهيد ناسبا له الكثير من الفضائل ومنها تسميته للفيلق الذي يترأسه بـ”فيلق القدس” ولم يسمه كما يرى باسم إيراني.
“حماس” بدأت تنسج علاقتها مع إيران بعد مضي ثلاثة أعوام على تأسيسها كحزب سياسي فلسطيني، خلال مؤتمر أقامته طهران لدعم الانتفاضة الفلسطينية عام 1990، شارك فيه القيادي في الحركة خليل القوقا، وتطورت العلاقة بينهما عندما افتتحت طهران مكتباً للحركة في العام التالي، وعيّنت القيادي المبعد عماد العلمي ممثلاً لها في إيران، بعد طلب “حماس” وجود تمثيل سياسي في طهران.
وقد تطورت هذه العلاقة حتى أعلن ممثل الحركة في طهران عام 1996 أنها تعتبر إيران حليفاً ستراتيجياً لها، وقال رئيس مجلسها السياسي السابق خالد مشعل عام 2007 : أن “حماس” الابن الروحي للخميني”، ورغم موالاة”حماس” لإيران ووقفها مع حكومتها المعادية للمنطقة، لم تتوقف شعوب وحكومات الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج العربية، عن دعم القضية الفلسطينية وإنشاء علاقات طيبة مع الحركة، ودعمها ماليا وسياسيا، والسماح لجماعة “الإخوان” بجمع الأموال والتبرعات من خلال بناء المستشفيات والمنازل والمدارس، وكفالة الأيتام والأرامل، كي تحسن صورتها أمام الشعب الفلسطيني فتصبح لها قاعدة شعبية تدعمها.
استغرب من جماعة “الإخوان المفلسين” في الكويت، خصوصا حركة “حدس” من صمتهم أمام تصريح الزهار الأخير الذي نعت فيه من فرح باغتيال سليماني بالشواذ، وهذا يجعلهم أمام مفترق طرق، إما أنهم يؤيدون صرح به، وإما يعارضونه، وهذا يعني أنهم شواذ في نظره، ولهذا عليهم التبرؤ من هذه الحركة ليس فقط بالأقوال، بل بالأفعال، ووقف التبرعات التي ترسل إليها تحت مظلة بعض الجمعيات الخيرية المنتمية لـ”الإخوان”، وتوصيل هذه التبرعات مباشرة إلى الشعب الفلسطيني من خلال منظمات محلية تحت إشراف دولي، حتى لا تصل إلى هذه الحركة المجوسييه.