عبدالمنعم ابراهيم : توقعوا صدور قرار من «الغرب» يمنع هزيمة الحوثيين في اليمن!
التقرير الأمريكي الذي شارك فيه 5 من كبار الباحثين والخبراء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن تحت عنوان: «الحرب الإيرانية الحوثية على السعودية» كشف أن «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني قد لعب دورا رئيسا في توفير الأسلحة والتقنية والتدريب للمليشيا الحوثية في اليمن، كما طالب التقرير الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات أمنية ودفاعية إضافية إلى السعودية لتمكينها من الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، التي تستهدف بصفة خاصة أهدافاً مدنية داخل السعودية، وانتقد التقرير (الذي نشرته أخبار الخليج أمس) بصورة واضحة التراخي الأمريكي والغربي والفشل الذريع في التصدي لعمليات التهريب الإيرانية للأسلحة إلى داخل اليمن لصالح المليشيات الحوثية، إذ يتم تفكيك الأسلحة وتهريبها عبر سفن من خلال البحر الأحمر وسواحل أخرى، ثم يتم إعادة تركيبها داخل اليمن عبر خبراء تابعين لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني و(حزب الله) ليستخدمها الحوثيون في هجماتهم ضد السعودية.
هذه المعلومات سبق أن نشرتها الصحافة الخليجية منذ سنوات طويلة، وأن يعاد نشرها في تقرير أمريكي هو تأكيد لواقع الحال، ولا ننتظر أن تتحرك (الإدارة الأمريكية) في واشنطن لتمد يد الدعم إلى السعودية ضد الهجمات الحوثية الإيرانية، بل ما نخشاه حقا هو أن تتحرك أمريكا وبريطانيا وأوروبا عبر (الأمم المتحدة) لإصدار قرارات ضد التحالف العربي بقيادة السعودية.. قرارات (ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب)! وخصوصا مع التقدم الذي تحرزه قوات ألوية العمالقة (الجنوبية) التي تدعمها (الإمارات) بدعم من قوات التحالف بقيادة السعودية أو تنفيذ الضربات الجوية ضد الحوثيين لطردهم من محافظة (شبوة) وإعادة فتح الطريق إلى (مأرب).. حيث أعلن التحالف لدعم الشرعية في اليمن يوم الخميس الماضي قيام القوات الجوية بتنفيذ 31 عملية، دمرت 18 آلية عسكرية في مأرب، وقضت على أكثر من 220 عنصرا إرهابيا من الحوثيين.
هذا حقا ما نخشاه.. أن يتحرك (الغرب) من جديد لوقف الانتصارات العسكرية المتلاحقة هذه الأيام التي تحققها ألوية العمالقة (الجنوبية)، وقوات الشرعية، والقبائل المتحالفة معها، وكذلك الضربات الجوية الموجعة للحوثيين من قبل طائرات قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وخصوصا مع إعلان التحالف انطلاق عملية عسكرية جديدة لتحرير اليمن بجميع المحاور والجهات، التي سُميت عملية (حرية اليمن السعيد).. ومن جهة أخرى أعلن التحالف بقيادة السعودية أن استخدام الحوثيين مطار صنعاء والموانئ اليمنية كمراكز عسكرية لانطلاق صواريخ الحوثيين يجعلها مواقع عسكرية مستهدفة من قوات التحالف، وخصوصا بعد قيام قراصنة حوثيين باختطاف (روابي) وهي سفينة تجارية إماراتية تحمل معدات طبية قبالة ميناء الحديدة الذي يقع تحت سيطرة الحوثيين، وتعتبره (الأمم المتحدة) ميناء للأغراض السلمية وتوفير المساعدات الغذائية والطبية لليمن! ولكن الحوثيين يستخدمونه حالياً كمركز عسكري، ومنه يقومون بالقرصنة البحرية ويهددون الملاحة في البحر الأحمر.. وكذلك استخدام ميناء (الصليف) لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين.
إذن هناك تقدم عسكري كبير تحققه قوات التحالف العربي بقيادة (السعودية) وقوات العمالقة الجنوبية المدعومة من (الإمارات)، وقوات الشرعية اليمنية في جبهات متعددة من ساحة الحرب اليمنية حاليا.. وهذا لا يزعج الحوثيين وإيران فقط ولكن يزعج أيضاً (الغرب) الذي لا يريد انتصاراً لقوات دعم الشرعية بقيادة السعودية في اليمن.. دائماً يريدون إبقاء الحال على ما هو عليه (لا غالب ولا مغلوب)!
لذا نتوقع قريباً جداً أن يتحرك (الغرب) في الأمم المتحدة لإصدار قرار بوقف الحرب في اليمن، الذي يُقصد من ورائه إيقاف تقدم قوات دعم الشرعية والقوات السعودية والعمالقة (الجنوبية) عن تحقيق انتصارات ضد الحوثيين وإيران في اليمن!