محميد المحميد : «بوليفارد الرياض».. عن أي إبهار أتحدث..؟؟
بصراحة.. من زار الرياض هذه الأيام، ولم يزر «منطقة بوليفارد».. فلم يزر الرياض.. فهي من أكبر المناطق السياحية في مهرجان موسم الرياض الحالي، وفيها الترفيه والترويح، والراحة والانبساط، والمتعة والدهشة، والتميز والإبهار، والفن والطرب، والذكريات الخليجية الجميلة، والمطاعم الشعبية والعالمية، حتى مطعم «جسميز» البحريني فيها.
عند مدخل «بوليفارد» ستجد أنك في منطقة «تايم سكوير» بنيويورك الأمريكية، حيث الشارع والحارات، والمباني والشاشات، بجانب المحلات والماركات، فكل ما تتصور وتتخيل ستجده هناك، وستكتشف أن كل من وقف عند تنظيم السيارات في المواقف، وكشك محل التذاكر، وبوابة الدخول والفحص، وفي المحلات والاستقبال وحتى الطبخ والباعة، هم الشباب السعودي من الجنسين، وستجد العنصر النسائي أكثر، وأن ثقافة الانفتاح المسؤول منتشرة بشكل كبير، وأصبح عاديا جدا أن ترى شابة سعودية جامعية، بهندام جميل، تقف وتبيع في محل الآيسكريم أو الماركات والبراند.
«بوليفارد رياض سيتي».. هكذا تسمى رسميا، هي باختصار من أجمل وأروع مناطق الترفيه العالمية، وتقع بمساحة 900 ألف متر مربع، ولك أن تتصور كل هذه المساحة وهي منظمة ومرتبة، وتعج بالفعاليات والبرامج، حتى الممرات تم إنشاءها بصورة جمالية، تمازجت فيها الإضاءة مع الألوان مع الديكور، لتبرز لوحة جمالية لا توصف في المكان، فضلا عن وجود جهاز معطر آلي في كل ممر بالمنطقة، تفوح منه الروائح الزكية، مثل فكرة «المروحة التي ترش الماء»، ولكن في «بوليفارد الرياض» جهاز يرش العطر والروائح الجميلة على المارة والناس.
عن أي إبهار وإنجاز وروعة ممكن أن نتحدث، وعن أي موسم سياحي نتمنى أن يتواصل طوال العام من أجل الرياض، ومن أجل أن يستمتع السعوديون والخليجيون بهذا المكان، وهو منطقة جاذبة للسياح، وتستحق أن تكون دائمة طوال العام، كما تستحق أن تكون محطة يقبل عليها الناس، و«يتعنون» لزيارتها تحديدا، فما كنا نسافر إليه في دول أوروبية وأمريكية، أو حتى آسيوية وعربية، فقد تمكنت الرياض من توفيره، بصورة أكثر جاذبية وجودة، وأقل تكلفة وأكبر راحة وحسن تعامل.
مسارح خليجية وعربية، استديوهات عالمية، موسيقى وطرب، ويوجد مبنى خاص ومتحف للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، بجانب مطاعم ومقاهي، ونافورة راقصة، وإضاءات الليزر، والعروض الموسيقية والألوان، وألعاب الكترونية، ومناطق للأطفال لا تعد ولا تحصى، فضلا عن منطقة قريبة من بوليفارد تسمى «ونتر وندرلاند الرياض» وتلك حكاية أخرى من الألعاب والملاهي الممتعة للأطفال، وهناك فندق وناد صحي، ومنطقة زراعية خضراء، وملعب للغولف، ومنطقة ثلجية، وتسلق، مع أجهزة «الريبورتات» المتحركة التي أبهرت الجميع.
كما توجد «متاهة الكريستال» التي تقام لأول مرة خارج المملكة المتحدة، وألعاب عديدة وحديثة بمؤثرات بصرية وحسية، وأبطال خفة اليد، فضلا عن المهرجين الذين يجوبون المنطقة ويبثون السعادة والضحكات عند الأطفال والتصوير معهم، بجانب شاشات سينمائية تعرض أفلاما عالمية.
صدقوني إنني أتحدث عن الرياض بالسعودية وما يحدث فيها، وليس عن أي مدينة أمريكية أو عاصمة أوروبية سياحية، بل توجد مشاريع وبرامج سياحية في الصحراء السعودية، وقد زرتها بالأمس ضمن موسم الرياض، لا توجد في أي دولة من التنظيم والتنوع والإبهار.. وأيقنت جدا أن ما وجدته في منطقة «بوليفارد» وغيرها.. هو ما يحدث في الرياض، وما يحصل في السعودية اليوم، من انطلاقة متميزة نحو التطوير والتحديث، ومسابقة الزمن والتجديد، وتعزيز ثقافة عصرية، ستسهم في تعزيز مكانة السعودية عالميا، في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والسياحية.