رأي في الحدث

حمد سالم المري : “إخوان” الكويت وعدوان “حماس”


منذ الاحتلال العراقي للكويت عام 1990، ويوما بعد يوم يتكشف للشعب أن “الإخوان المفلسين” في البلاد مجرد قطيع ينقاد من “إخوان” الخارج، وبخاصة مصر وفلسطين، رغم محاولتهم ليل نهار إظهار أنفسهم أنهم قادة، ويعقدون الدورات التدريبية لشباب الجماعة لإعداد القادة، إلا أنهم في الحقيقة مجرد حصالة نقود، وبوق إعلامي للجماعة الأم الذي يقودها المرشد العام.
فقد حاولت هذه الجماعة المفلسة اثناء الاحتلال العراقي تبرير أفعال وأقوال الجماعة الأم المؤيدة لصدام حسين، رغم عقدها لمؤتمر كراتشي الذي أصدر بيانا يؤكد فيه هذا التأييد، وارسالها وفد رسمي لتمثيل الجماعة إلى العراق ومقابلة صدام لإظهار التأييد له.
فبررت جماعة “الإخوان” في الكويت ذلك بأنه بسبب خوف الجماعة الأم من بطش صدام حسين، ومحاولتها لردع الصدع العربي الذي سببه الاحتلال، وعدم تدخل القوى العالمية في الشؤون العربية.
ولما اتضحت الأمور للعالم ولم تنفع هذه التبريرات، لجأت الجماعة إلى حيلة إعلان انفصالها عن الجماعة الأم، وتكوينها جماعة مستقلة محلية اسمتها “الحركة الدستورية الإسلامية” (حدس)، لكنها في الحقيقة استمرت في ولائها وانتمائها للجماعة، وظهر ذلك جليا في احداث ما يسمى “الربيع العربي” في مصر، وتسلم “الإخوان” زمام السلطة فيها، واغترار الجماعة في الكويت بهذا الأمر، فحاولوا جلب الفوضى والمظاهرات إلى البلاد حتى أن أحدهم قال: “إما تبقى الكويت، أو تسقط”، وقال أيضا: “خيار الناس خرج خروج مسلح”، ولم يكتفوا بذلك، بل ايدوا كل ما يقوله الرئيس التركي ويفعله ضد دول الخليج العربية وبخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات، إبان الأزمة الخليجية، حتى أن بعضهم وصفه بخليفة المسلمين، والقوا كل ما يحدث في المنطقة من مصائب على حكومات دول الخليج العربية، مدعين أنها السبب، وأن أردوغان هو الوحيد المنقذ للمنطقة من تخبط سياسات هذه الدول.
ولم تتغير أفعال وأقوال جماعة “الإخوان المفلسين” في الكويت المؤيدة للجماعة الأم، رغم ما يحدث من مأس في المنطقة بسبب التدخل العسكري والسياسي الإيراني في عدد من دول المنطقة، كالعراق وسورية، ولبنان، واليمن، منذ اندلاع ما يسمى “الربيع العربي” حتى هذه اللحظة، فلم نسمع لها أي همسة اتجاه ما تمارسه “حماس” الإخوانية في فلسطين من تأييد قول وفعل لإيران، مثل تصريح محمود الزهار الأخير الذي ابن فيه الهالك قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الإيراني المسؤول عما حدث من قتل وتدمير في سورية والعراق واليمن، وتسيير “حماس” للمظاهرات الأخيرة في غزة المؤيدة لجماعة الحوثي، والتي اشتملت على شعارات سب وشتم للمملكة العربية السعودية، ولم نسمع لها أي همسة اتجاه ما تقوم به جماعات الحوثي من اعتداءات على المدن السعودية وعلى أطهر بقاع الأرض مكة والمدينة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكأن “حماس” وضعت “إخوان” الكويت على خازوق، فلا هم قادرون على نشر بيان ينددون فيه بما تفعله “حماس”، ولا هم قادرون على تبرير أفعالها، ولسان حالهم يقول نصمت ونترك الأمر حتى تنساه الشعوب الخليجية.
قد يأتي أحد مؤيدي الجماعة فيبرر لـ “حماس” بأنها تتخبط سياسيا بسبب تخلي حكومات دول الخليج عنها واحتواء إيران لها، ونحن نقول له بل ما تفعله هذه الجماعة هو بسبب حقدها الدفين وحسدها لدول الخليج بسبب ما تتمتع به من نعمة الأمن، والأمان، والرخاء والغنى. والتاريخ شاهد لحقدهم منذ عام 1990.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى