محمد يوسف : «مصيدة لا تصطاد دباً»
هل هي مصيدة نصبت لروسيا فوقعت فيها؟
من يطرحون ذلك السؤال، لديهم مبرراتهم، فهم يرون حرب استنزاف، ستعيد روسيا 40 سنة إلى الوراء، ويستشهدون بأنواع الأسلحة التي قررت الدول الأوروبية إرسالها إلى أوكرانيا حتى الآن، فالواضح أن أغلبها من تلك التي تستخدم في «حرب العصابات»، أو حروب المدن المقاومة للقوات المدججة بالأسلحة الثقيلة، ما ذكرنا ببيروت وكابول في بداية الثمانينيات، خاصة عندما تحدثوا عن قذائف «آر بي جي»، المعروفة بأنها صائدة الدبابات والمدرعات، يضاف إليها الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، من نوع «ستينجر» وغيرها، ومن بعدها فتح الحدود لكل من يرغب في الانضمام إلى المقاومة الشعبية، والذين أمر الرئيس الأوكراني بدخولهم إلى بلاده، دون سؤالهم عن التأشيرات.
وهناك آخرون يربطون سرعة الاستجابة للعقوبات في كل المجالات، وخاصة في الدول الأوروبية، والمنظمات الدولية التي تقع مقراتها في أوروبا، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم، فالحصار بات حقيقة، وروسيا ما زالت تقف على أبواب العاصمة الأوكرانية «كييف».
وهنا، نعيد السؤال مرة أخرى، وبصيغة مباشرة «هل وقعت روسيا في المصيدة التي نصبت لها؟».
قبل الإجابة عن السؤال أو طرح رأينا فيه، أقول لكم، أن الآمال ما زالت معقودة على نجاح المفاوضات بين طرفي النزاع، لحل الخلافات التي أوصلتهما إلى الوضع الحالي، وعلى المساعي المبذولة من الدول الصديقة للطرفين، والتي نجحت في جمعهما على الحدود البيلاروسية.
أما «حكاية» المصيدة والاستنزاف، فهذه مقولة من يرى الأمور بعين واحدة، وتحركها الأمنيات، فالدولة الغازية لأوكرانيا، هي روسيا، وبشكل أدق، هي روسيا بوتين، الرئيس الذي لا يحتمل المماطلة، ولا يفكر كثيراً في المعوقات، سواء كانت منشآت أو مجموعات من البشر، ومن لديه كلمة تخفف من الاحتقان، فليقلها، أو ليصمت، حتى لا يزيد من درجة استفزاز روسيا وبوتين، فالمصيدة صغيرة جداً على الدب الروسي!