تقارير

حجم الترسانة النووية الروسية وأماكن تواجدها

تتصاعد المخاوف في العالم، من نشوب حرب نووية، على خلفية الحرب التي تشهدها أوكرانيا، والتوتر الذي يسود العلاقة بين روسيا من جهة وأوروبا وأمريكا من جهة أخرى، خاصة في ظل امتلاك روسيا والولايات المتحدة 90% من الأسلحة النووية في العالم.

وأيقظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شبح الحرب النووية، بعد اعلانه وضع قواته النووية في حالة التأهب القصوى، وتذكير الغرب بحجم ترسانته النووية، وأنه لن يتردد في استخدامها في حال تعرض بلاده لأي هجوم.

وازداد منسوب القلق في أوروبا والعالم، من خطر حدوث كارثة نووية، بعد حدوث حريق في أكبر مفاعل نووي في أوروبا، ألا وهو محطة زابوريجيا النووية جنوب شرق أوكرانيا.

والسؤال الذي يدور في ذهن الكثير من سكان العالم حاليا، هو عن حجم الترسانة النووية التي يمتلكها الجيش الروسي، والأماكن التي تقع فيها كل تلك الأسلحة.

35 ألف سلاح نووي

ورثت روسيا حوالي 35 ألف سلاح نووي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في 1991، ولديها الآن أكبر مخزون من الأسلحة النووية غير الاستراتيجية في العالم.

وحوالي 90 في المائة من الأسلحة النووية في العالم تملكها روسيا والولايات المتحدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.

من جهته، قال اتحاد العلماء الأميركيين، إن روسيا تتصدر العالم بـ 6200 سلاح نووي، فيما يوجد في الولايات المتحدة 5600، وفرنسا 290، والمملكة المتحدة 225.

في موازاة ذلك، تنشر روسيا 1456 رأساً حربياً استراتيجياً على 527 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات وقاذفات وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات، وهي في طور تحديث نظام إيصالها النووي وترسانتها بأكملها.

واقتصرت موسكو رؤوسها الحربية الاستراتيجية على 1550 بموجب معاهدة ستارت لخفض الأسلحة، والتي مددت لخمس سنوات في يناير 2021، بينما تمتلك الولايات المتحدة 1357 رأساً حربياً على 665 صاروخاً وقاذفات قنابل.

في الأثناء، تزعم بعض التقديرات أن روسيا لديها 2889 رأساً حربياً استراتيجياً آخر في الاحتياط، في حين لدى الولايات المتحدة 1964.

ويقدر اتحاد العلماء الأميركيين أن المخزون الروسي يتكون من حوالي 4497 سلاحاً نووياً، بالإضافة إلى 1760 قنبلة أخرى تنتظر التفكيك.

فيما تمتلك المملكة المتحدة حوالي 225 رأساً حربياً استراتيجياً. ويُعتقد أن 120 منها نشرت، بينما 105 في المخزن.

كذلك، يعتمد الرادع النووي البريطاني على البحر، حيث توجد أربع غواصات صاروخية من طراز ترايدنت.

أماكن الأسلحة النووية

إلى ذلك، يطرح المراقبون السؤال دائماً عن مكان وجود هذه الأسلحة النووية، فقد كشف تقرير “تلغراف” أن الآلاف من الأسلحة النووية خزنت قبل سقوط الاتحاد السوفياتي، في مواقع خاصة منتشرة في جميع أنحاء الاتحاد.

ووافقت أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان على أن تصبح دولاً غير نووية بعد الاستقلال وأزالت روسيا الأسلحة الموجودة على أراضيها.

في حين تعتبر المواقع الدقيقة لمنشآت تخزين الأسلحة النووية سرية، ويُعتقد أن هناك ما لا يقل عن اثني عشر موقعاً تحت الأرض للاحتفاظ بالقنابل.

مع ذلك، يبدو أن صور الأقمار الصناعية كشفت عن موقعين مشتبه بهما بالقرب من العاصمة موسكو.

رؤوس نووية قرب موسكو

ومع بدء توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب الخلاف حول الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، بدأ الكرملين في تحديث موقع بالقرب من منطقة تفير (Tver)، على بعد حوالي 90 ميلاً من العاصمة.

كذلك، يوجد موقع لتخزين Mozhaysk-10 على بعد 70 ميلاً غرب موسكو، ويُعتقد أنه قادر على تخزين أسلحة نووية استراتيجية وتكتيكية.

قواعد في جزيرة القرم

بدورها، قالت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن روسيا بدأت في بناء مواقع قواعد للمعدات العسكرية في شبه جزيرة القرم، والتي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014.

ولا يُعتقد أن روسيا نشرت أي رؤوس حربية نووية في القرم لكن القواعد الموجودة هناك قادرة على إطلاق صاروخ إسكندر، الذي يمكن إطلاقه من الأرض، وهو صاروخ دقيق للغاية يمكنه حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية.

كما يفترض بعض المراقبين أن الصاروخ استخدم في الموجة الأولى من الهجمات الروسية على أوكرانيا الأسبوع الماضي.

ونشر اسكندر في منطقة كالينينغراد، وهي جزء من روسيا محاطة بدول الناتو.

فيما شوهد صاروخ كينزال، الذي يمكنه أيضاً حمل رؤوس نووية، تحت طائرة روسية في الأراضي الألمانية السابقة، التي ضمت إلى روسيا بعد الحرب العالمية الثانية وتقع بين بولندا وليتوانيا.

بالإضافة إلى صاروخ SSC-8 وهو صاروخ كروز متوسط المدى يُطلق من الأرض، ويمكنه حمل أسلحة نووية وتقليدية.

ويتفق حلفاء الناتو على أن السلاح الذي طوّر في انتهاك لمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى (INF)، يمكن أن يهدد جميع أعضاء الحلف في أوروبا إذا نشر في الجزء الأوروبي من روسيا.

100 قنبلة جاذبية نووية

في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة ما يقدر بـ 100 قنبلة جاذبية نووية من طراز B-61 في ست قواعد للناتو في خمس دول أوروبية.

والقواعد موجودة في أفيانو وغيدي في إيطاليا، وبوشل في ألمانيا، وإنجرليك في تركيا، وكلاين بروغل في بلجيكا، وفولكل في هولندا.

يشار إلى أن نظام القيادة الروسي قادر على إطلاق الأسلحة النووية في غضون 10 دقائق حين تلقي الأمر من الرئيس أو وزير الدفاع أو رئيس الأركان العامة، من خلال ما يعرف باسم حقيبة شيجيت النووية.

ويملك الجيش الرموز التي تفوضه بالفتح والإطلاق (لدى هيئة الأركان العامة وصول مباشر إلى هذه الرموز)، ويمكنها شن هجوم صاروخي بإذن من بوتين أو رؤسائه السياسيين أو بدونه.

يذكر أن الرئيس الروسي أمر في 27 فبراير الفائت، بوضع قوات الردع النووي، في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية في حالة تأهب قصوى، وذلك وسط تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين موسكو والغرب، عقب إطلاق عملية عسكرية روسية في أوكرانيا يوم 24 من فبراير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى